طالبة جامعة تروي لجسر تجربتها كمندوبة مبيعات: العمل أفضل خطواتي رغم كل شيء

مراسل درعا:

الارشيف

أرغم المجتمع (لينا.م) الطالبة الجامعية في إحدى قرى درعا للعمل في أوقات خارج نطاق دراستها كمندوبة مبيعات ،

تدرس لينا في كلية الآداب لغة أجنبية لم تقبل أن تكون دراستها عبئاً إضافياً على والدتها وخالتها التي تساعدهم في تدبير أمورهم كونها من أسرة منفصلة وتعيش في بيت جدها لوالدتها و بعد أن التحقت بالجامعة أصبحت تسكن مع صديقاتها في السكن الجامعي

تبدو لينا بداية كطفلة رقيقة مدللة تحمل الكثير من البراءة والطفولة التي تخبأ وراءها حزن عميق وتصميم وهمة عالية، تأمل أن توصلها لطريق آمن لا يشبه طريق والدتها ، ترتدي لباسا ليس بالفخم لكنه أنيق ومرتب

تقول لينا أردت الاعتماد على نفسي فقررت العمل كمندوبة مبيعات وبمساعدة بعض الصديقات استطعت التعاقد مع إحدى شركات التجميل كمندوبة لها بحيث أصبح لي نسبة على كل منتج أبيعه وتم العقد على هذا الأساس لم تكمن المشكلة بالشركة او الربح او العمل بل كانت كيف سينظر البعض لي ولكن هذا تم تجاوزه بحكم حاجتي للعمل فما وجدته في الجامعة وكليتي من طريقة لباس زميلاتي وأنواع هواتفهن النقالة والأكسسوارات من حقائب وأحذية بل حتى ساعات اليد وغيرها حتى حجاب الرأس لا يرقى له لباسي ولا حقيبة خالتي القديمة المتواضعة او أحذيتي والتي تلاشت موضتها من السوق الشعبية.

هذا ما صدمت به هنا فانا أتيت للدراسة ولكن الدراسة مقترنة بحسن المظهر تقول أنا لا أريد كل هذه المظاهر بل أريد تحسين مظهري .فكثيرا ما تعرضت الانتقاد أو التنمر ببعض الكلمات كان تقول إحداهن أصبحت الكلية ساحة من هب ودب وغيرها من العبارات.

تقول لم ارض أن أباشر عملي إلا بموافقة أهلي الممثلين لوالدتي وخالتي وأخوالي وعندما عرضت عليهم العمل قوبلت برفض قاطع لم أر حدة ملامحهم كما كانت في ذلك اليوم.وصلت قصة عملي لمحيطي وبدا الجميع بالانتقاد وتوجيه الكلام اللاذع وهذا أمر طبيعي فبيئتنا ترفض هذا العمل او لا تفضله.

ولكن كل هذا لم يغير من عزيمتي شيئ تقول استطعت أن استغل محبة عائلتي لي فأقنعتهم بعملي وأقنعتهم بأنني لا أريد أن أحملهم فوق طاقتهم، وشرحت لهم أن الكثير من صديقاتي بنات قريتي يعملن بهذا العمل وأن أمورهن على ما يرام ومن خلال ثقتهم ومحبتهم حصلت على مباركتهم لعملي ولكن على مضض ومن هنا بدأت عملي كمندوبة مبيعات تجميل.

فكنت أبدأ عملي يومياً بعد انتهائي من حضور المحاضرات تجولت بداية ضمن القطاع المخصص لي فبدأت البناء تلو الآخر والبيت تلو الآخر حارات أزقة لم أعهدها من قبل عرفتها جغرافيا وسكانيا

تقول لينا : لطالما فتحت الأبواب وأغلقت بوجهي فردات الفعل تجاهي مختلفة وكنت أتعرض للكثير من المواقف المحرجة والتي علمت على تجاهلها، كان ينظر لي أحدهم وكأنني لقمة سهلة المنال او يوجه أحدهم كلمات نابية بعيداً كليا عن الشرف والاحترام، تقول أغلقت أبواب لمجرد رؤيتي كوني مندوبة مبيعات وأحيانا يعتذر مني بطريقة لبقة واحيانا أخرى استطيع الترويج بضاعتي.

تتابع وبالرغم من كل هذا بقيت مصرة على عملي ولكن تعرضت لموقف لم أحسد عليه حيث أشار لي أحدهم بأن زوجته تريد شراء بعض الأشياء وعندما قرعت الجرس فتح الباب وطلب مني الدخول إلى زوجته رفضت وبشدة فأنا لا أدخل البيوت أكد علي للدخول فطلبت منه أن تحضر للباب، لكنه رفض حاول شدي وإدخالي للبيت ولكنه لم يستطع لأنني قرعت وبقوة جرس الجيران، تعلمت من هذا الدرس الحذر الحذر من كل شيئ

لم تغير التجارب وردات الفعل مني شيئاً بل زادتني إصرارا لتحقيق حلمي بالشهادة الجامعية.وبقيت فترة وأنا أعمل بهذا العمل تعلمت فيها كيفية التعامل وكيف اصرف بضاعتي وكيفية اكتساب وضمان زبائني كونهن جميعا من النساء فبعض كلمات الاطراء والمجاملات كفيلة لكسب القلوب وتصريف أغراضي بعد هذه الفترة أصبحت على علاقة طيبة بكافة النساء القطاع. ولقيت استحسان جميعهن كوني أعرف متساهلة وقابلة للتفاوض واخفض الأسعار أحيانا وقادرة على نصحهن بما يناسبهن، من مستحضرات بل والتزم حدودي مع الجميع.

استطعت تلبية حاجة نساء القطاع وهذا يعتبر نجاحاً لي وهذا ساعدني بزيادة المردود المادي لي بحيث استطعت تأمين كافة مستلزمات الجامعة من كتب واشتراك واشتراك المحاضرات السنوي وغير ذلك.

تقول : يختلف المردود تبعا للمواسم والأعياد الاجتماعية كعيد المعلم وعيد الام وتزداد الطلبات في الصيف بينما تكون أقل في الشتاء تقول ربما كان عملي أهم خطوة أخطيها تجاه حلم ليس حكراً على الأغنياء، أنا اليوم استطيع أن أوفق بين عملي ودراستي استطيع تأمين كافة مستلزمات الجامعة من كتب واشتراك سنوي للمحاضرات وكل ما تتطلبه دراستي.

قد يعجبك ايضا