“قسد” والنظام إلى تفاهم برعاية روسية

جسر – متابعات

كشف “عمر أوسي” رئيس “المبادرة الوطنية” للأكراد السوريين، اليوم الخميس 28 تشرين الأول/ أكتوبر، عن التوصل إلى ما أسماه مسودة وثيقة وطنية لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية وحومة النظام السورية بهدف التنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي، وذلك إدراكاً من المبادرة للمسؤولية الوطنية التي تفرضها ضرورة التصدي لأي أطماع توسعية استعمارية تركية باتجاه الجغرافية الوطنية السورية، حسب قوله.

وفي تصريح له لصحيفة “الوطن” الموالية، أكّد “أوسي” أنّه، “وأمام هذه الأخطار التي جعلت المنطقة على صفيح ساخن وإحساساً من المبادرة الوطنية للكرد السوريين والحرص على سورية بكل مكوناتها، جرى التحضير لمسودة الوثيقة الوطنية”.

وأردف قائلاً: “كطرف كردي سوري توصلنا مع بعض الشخصيات الوطنية من أكراد وعرب وبعض المثقفين ومن الإخوة المسيحيين ومن وجهاء وأعيان وآشوريين ووجهاء ورؤساء عشائر من كل مكونات المجتمع الجزراوي إلى مسودة وثيقة وطنية لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية والتنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي، يسعى إليه النظام التركي بهدف تصدير مشاكله الداخلية”.

وأفاد “أوسي” أنّ عدة بنود تتضمنها مسوّدة الوثيقة، منها اعتبار  “القضية الكردية” قضية وطنية سورية بامتياز وحلها في دمشق وليس في أي عاصمة أخرى، وهذا الحل الوطني يأتي على أساس الإقرار بالحقوق المشروعة للكرد السوريين، وبضمانات دستورية في إطار وحدة وسيادة الجغرافية الوطنية السورية، حسب قوله.

وأشارت الوثيقة، حسب تصريحات “أوسي” إلى “اعتماد النظام اللامركزي في حكم البلاد وهو ما أشار إليه رأس النظام “بشار الأسد” في اجتماعه الأخير أمام الحكومة الجديدة، كما تتضمن ضرورة تطبيق قانون الإدارة المحلية رقم 107، وعند ذلك يمكن مقاربة قانون الإدارة المحلية بقانون «الإدارة الذاتية» المعمول به من قبل “مجلس سورية الديمقراطية” ( مسد)، وإضافة إلى ذلك تتضمن تنمية مناطق شرق الفرات والجزيرة السورية في إطار الإنماء المتوازن وعودة مؤسسات الدولة السورية السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية إلى كل المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة في منطقة الفرات والجزيرة السورية والمناطق الأخرى.

وأضاف “أوسي”، أنّ أحد بنود مسودة هذه الوثيقة بدء حوار جدي وفوري ووطني سوري بين الأطراف الكردية وحكومة النظام  في دمشق، حيث ستكون “المبادرة الوطنية” جزءاً من هذا الحوار.

كما أكّد أنّ “الوثيقة التي تحمل طابعاً وطنياً مازالت مسودة قابلة للتفاوض والتعديل، حيث تقدمت بها المبادرة الوطنية للأكراد السوريين إلى «الإدارة الذاتية» بشكل رسمي وإلى بعض القوى الكردية السورية الأخرى، كما جرى تقديمها للجهات الرسمية المختصة في دمشق والآن هذه الأطراف تدرس هذه المسودة”.

وأعرب “أوسي” عن اعتقاده، بأن هذه الوثيقة تصلح أرضية لبدء حوار جدي عاجل بين الأطراف الكردية معارضة وموالاة لوضعها على طاولة الحكومة في دمشق والوصول إلى حلول وسط، معتبراً أن عملية الوصول إلى حلول وسط لبعض المشاكل الخلافية ليست صعبة، مشدداً على أن المبادرة متى ما حصلت على ضوء ولو حتى «برتقالي» من الجانبين سنعلن عن الوثيقة بشكل رسمي في مدينة القامشلي أمام الإعلام.

وشدد على أن الأخطار محدقة بالمناطق الشمالية في سورية، إن كان في تل رفعت ومنبج أو إن كان في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» شرق الفرات، والرئيس التركي “أردوغان” استهدافاته العسكرية ضد «قسد»، كما وجه تهديداً لجيش النظام حيث اعتبر أن وجود قوات النظام على الحدود يشكل خطراً على الأمن القومي التركي، وهو يعمل يومياً على تنفيذ تهديداته وهذا ما لحظناه خلال الشهر الأخير من الاستهدافات التي تقوم بها الطائرات المسيرة التركية لقيادات «قسد» في القامشلي وعين العرب وتل تمر، حيث ضرب مقر «المجلس العسكري» التابع لـ«قسد»، كما يقوم بقصف يومي للقرى الآمنة والأهالي في تل تمر وعين عيسى ومنطقة “الشهبا” وبعض مناطق شمال غرب حلب القريبة من عفرين المحتلة.

وبخصوص التصريحات الأخيرة لجميل بايك الرجل الثاني في حزب “العمال الكردستاني” والذي ركز على العلاقة التاريخية مع النظام، واستحالة لجوء الحزب إلى أي سياسات يمكن أن تضر بسورية وبالرئيس “بشار الأسد”، بين أوسي أن بايك أكد على عدم وجود أي علاقة تنظيمية تربط “حزب العمال الكردستاني- pkk” بـ”حزب الاتحاد الديمقراطي– با يا دا” الأمر الذي يمنع أي ذرائع تركية بخصوص ادعاءاتها بما يخص الحدود الشمالية لسورية، علماً أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”مسد” و”قسد”، هي تشكيلات سورية لا تشكل خطراً على الأمن القومي التركي كما يتذرع أردوغان والمسؤولون الأتراك في حين أن مرتزقة أردوغان فيهم الأوزبكي والشيشاني والتركمانيين والإيغور والعرب وغيرهم، وذلك حسب قوله.

كما لفت “أوسي” الأنظار إلى خطورة ما تسعى إليه تركيا، لاجتياح عسكري آخر للأراضي السورية بعدوان جديد على غرار ما فعل في عفرين ومناطق شمال شرق البلاد، على حد قوله، وهو بانتظار الحصول على ضوء أخضر أميركي وروسي، لافتاً إلى أن منطقة تل رفعت ومنبج والطريق الدولي «m4» عند عين عيسى وأيضاً تل تمر جميعها الآن تحت الخطر، في إطار استكمال مشروعه الاستعماري بما يسميه المنطقة العازلة، لاسيما مع اقتراب استحقاقات داخلية مهمة وما يعانيه رئيس النظام التركي من أزمات تسببت بتراجع شعبيته بشكل كبير، مبيناً أن النظام التركي حتى لو لم يحصل على ضوء أميركي فإنه سيسعى لخلط الأوراق لاستخدامها باجتماعات لاحقة مع الأميركيين والروس.

وبحسب “أوسي” أنّ عملية الاجتياح التركية، إنْ حصلت هذه المرة فلن تكون كسابقاتها، حيث أنّ قوات النظام وحليفتها روسيا، مصرين على التصدي لهكذا محاولة، حسب “أوسي”.

الجدير بالذكر، أنّ الإعلان عن هذه الوثيقة، تزامن مع وصول طائرة حربية روسية من طراز “سوخوي 27” إلى مطار القامشلي.

 

قد يعجبك ايضا