“كورونا السوري” يختفي نهاراً ويظهر ليلاً.. أهالي الغوطة يسخرون

سامح اليوسف

أحد الأسواق في غوطة دمشق الشرقية ١٦ نيسان/ ٢٠٢٠

جسر: تقارير:

“نشعر أننا نمازح الفيروس ولا نقاومه” هكذا عبر المواطن “عدنان نبيل” عن رأيه بالإجراءات التي تتخذها حكومة النظام، لمواجهة فيروس كورنا في المناطق الخاضعة لسيطرة اللأخير.

وتعكس القرارات السريعة الصادرة عن حكومة النظام حالة “التخبط” التي يعيشها، فكل يوم قرار جديد، لا يأتي ضمن الإجراءات المفترض اتخاذها كباقي الدول من أجل تحقيق الحماية الفعلية للسكان، في ظل عجزه عن تأمين أدنى احتياجات المواطنين، ما يضطره لتخفيف القيود شيئاً فشيئاً إثر الضغط الشعبي.

كل يوم لشراء منتج محدد

“نبيل” صاحب محل خضروات في سوق مدينة دوما بالغوطة الشرقية، يضحك بلا توقف أثناء إبداء رأيه بالقرارات التي وصفها بـ “المتخبطة”، والتي تصدر عن حكومة النظام.

يقول نبيل “كل شيء يدعو للسخرية، وخصوصاً هذا القرار الذي صدر مطلع الأسبوع الجاري، حول رفع الحظر عن معظم أصحاب المحلات والمهن، ولكن بشكل دوري، فأنا احتاج أن انتظر حتى يوم الأحد القادم لكي اشتري صنبوراً جديداً لمنزلي، حيث لا تفتح مخازن بيع الخردوات والأدوات الكهربائية إلا يوم الأحد فقط، حيث نتجمع بشكل هائل في المحل، وكأن الفيروس المستجد في إجازة يوم الأحد، ولا يمكن أن ينقل العدوى لإنسان”.

مجلس الوزراء يوافق على اعادة فتح الاسواق و المحلات بطريقة المناوبة اعتبارا من يوم غداً الأحد 2020/4/19 و طيلة أيام الأسبوع وفق الآتي و ذلك بالنسبة للفعاليات الخدمية الخاصة :

Publiée par ‎دمشق الآن‎ sur Samedi 18 avril 2020

ووافقت حكومة النظام، يوم الأحد الفائت، على إعادة افتتاح كافة المحلات غير الغذائية، ولكن بشكل دوري حيث تفتح كل مهنة في يوم محدد، وفقاً للوائح.

وعبر موالوا النظام عن سخريتهم بهذا القرار الصادر، مستغربين كيف يمكن لمواطن أن يخصص يوماً لحلاقة شعره، ويوماً آخر لشراء الملابس، وثالث لشراء الأدوات الصحية.

 

حياة طبيعية

“سلام الحمورية” (٣٣ عاماً) المقيمة في مدينة “حمورية” بريف دمشق تقول إن “القسم السوري من الفيروس يبدو مثل الخفافيش التي جاء منها، فهو ينام في النهار ويظهر في الليل”.

وأكدت سلام وهي أم لأربعة أطفال، أنها تعيش في مدينتها بشكل طبيعي جداً، دون أية إجراءات وقائية، “فلا تباعد اجتماعي ولا كمامات ولا قفازات”، و”ما أن تصبح الساعة الخامسة حتى نهرع إلى منازلنا، فالفيروس الشرير على وشك استيقاظه من نومه والتجول”، تضيف ساخرة.

العاصمة أكثر التزاماً

وفي العاصمة دمشق، يتعامل المواطنون مع الإجراءات الوقائية الشخصية بجدية أكبر، حيث أن ارتداء الكمامات والقفازات يظهر بشكل جلي في العاصمة، مقارنة بريفها الذي يبدو خالياً من هذه الإجراءات.

أحد الأسواق في الغوطة الشرقية ١٦ نيسان/ ٢٠٢٠

ويعزو “سمير بعاس”، وهو صاحب محل الحلاقة في منطقة العباسيين، التزام سكان دمشق بهذه الإجراءات نتيجة لزيادة الوعي لدى سكان العاصمة، بحسب تعبيره، فضلاً عن وجود مخاوف لدى السكان جراء حركة الدخول والخروج من وإلى العاصمة من كافة المحافظات والبلدان، ولا سيما لبنان الذي ظهر فيه الفيروس مطلع شهر أذار الماضي.

وفي حديثه عن منطقته، يرى “بعاس” أن إجراءات حكومة النظام في مكافحة الفيروس، “جيدة إلى حد ما”، إلا أنها لا تطبق على أرض الواقع، فهي غير قادرة على الزام الموطنين بكافة الإجراءات نظراً لحاجتهم لتأمين قوت يومهم، وهذا ما لا تمنحه الحكومة لهم في حال التزموا منازلهم، فضلاً عن أنها لا تحاول دعم السلع الغذائية الأساسية، والتي ترفع أسعارها بشكل جنوني.

قرارات لشهر رمضان

وأصدرت حكومة النظام قرارات عديدة في الفترة الأخيرة، للحد من انتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرتها، فعدلت أوقات حظر التجول المفروضة يومي الجمعة والسبت خلال شهر رمضان، لتصبح من الساعة السابعة والنصف مساءً، حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي.

كما تم تعديل أوقات حظر التجول، اعتباراً من بداية شهر رمضان، لتصبح من الساعة السابعة والنصف مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً، بعد أن كانت من السادسة مساء حتى السادسة صباحاً.

ووافقت  الحكومة على زيادة عدد ساعات فتح المحلات وكافة المهن التجارية والخدمات، لتصبح من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً، بما يمكن المواطنين من تأمين احتياجاتهم تماشياً مع خصوصية شهر رمضان.

وقررت في وقت سابق، إيقاف حركة المواصلات العامة والسيارات الأجرة بشكل كامل، وخصوصاً بين المدن واريافها، ومنع التنقل بين المحافظات.

قد يعجبك ايضا