ماذا بعد معرة النعمان؟

جسر: متابعات
واصلت قوات النظام والميليشيات الموالية لها، الخميس، عملياتها البرية بعد سيطرتها على مدينة معرة النعمان جنوب شرقي إدلب، والتي حولتها إلى محطة انطلاق لعملياتها الهجومية المتفرعة في ثلاثة اتجاهات على الأقل لقضم المزيد من مناطق المعارضة.
وواصلت الطائرات الحربية والمروحية غاراتها على المدن والبلدات المدنية القريبة من منطقة الاشتباك جنوب وشرقي ادلب، واستهدف القصف بلدات ريف حلب الجنوبي، وضواحي حلب الغربية والشمالية والتي تشهد محاولات تقدم مستمرة من جانب المليشيات.
معارك ما بعد المعرة
بعد سيطرتها على مركز مدينة المعرة ركزت المليشيات هجومها البري في رأس الحربة المتجه شمالاً، وفي موازاة الطريق الدولي “إم-5” نحو مدينة سراقب، وهي الهدف الكبير الثاني الذي تسعى المليشيات للوصول اليه في وقت قياسي.
ودفعت “الفرقة 25 مهام خاصة” (قوات النمر سابقاً)، بغالبية أعدادها وعتادها الحربي في المحور الشمالي، وتمكنت بالفعل من السيطرة على بلدتي، معردبسة وتل الدبس، الخميس، وباتت المليشيات على مسافة 8 كيلومترات تقريباً من مركز مدينة سراقب شمالاً، وتفصلها عنها قرى وبلدات معردبة ومرديخ والشيخ محمد البداري وعدد من المزارع على جانبي الطريق “إم-5”.
وكانت مليشيات النظام قد تقدمت في المحور الشمالي، ليل الأربعاء/الخميس، وسيطرت على بلدات خان السبل وجرادة وعين حلبان، واستفادت المليشيات في تقدمها من التمهيد الناري العنيف، جواً وبراً، وسهل التمهيد الهائل على المليشيات التوسع السلس من دون الحاجة لاشتباك مباشر مع المعارضة سوى في مواقع قليلة كما جرى في خان السبل التي شهدت معارك بين الجانبين، والتي فجرت خلالها “هيئة تحرير الشام” سيارة مفخخة تسببت في مقتل عدد من عناصر المليشيات.
ومن المفترض أن تكثف المليشيات عملياتها الهجومية في محوري عمليات جديدين انطلاقاً من المعرة نحو منطقة جبل الزاوية غرباً، الأول نحو البارة والثاني نحو كفرنبل، ومن ثم التمدد نحو باقي قرى المنطقة الواقعة جنوبي الطريق “إم-4” والتي تنتهي شمالاً عند مركز مدينة أريحا التي قصفتها الطائرات الحربية الروسية، ليل الأربعاء/الخميس، بغارات جوية تسببت في مقتل عدد من المدنيين، وخروج مشفى الشامي عن الخدمة بسبب القصف.
وتكثف الطائرات غاراتها مستهدفة المشافي والمرافق والطرق في مناطق جبل الزاوية وأريحا، وتسبب القصف بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين من قرى المنطقة خلال 24 ساعة الماضية نحو الشريط الحدودي شمالي ادلب.
وأفادت المصادر، أن المليشيات عززت مواقعها في ريف أبو الظهور الغربي وتل علوش جنوبي حلب مؤخراً، وبحسب المصادر، تسعى المليشيات إلى إشغال محاور جديدة من الأطراف الشرقية تستهدف ريف سراقب الشرقي، وهي محاولة لتقطيع أوصال المنطقة وتشتيت دفاعات المعارضة.
المعارضة تتحصن في سراقب
كثفت المليشيات من قصفها البري والجوي على مدينة سراقب وريفها، واستهدفت غارات الطائرات المروحية والحربية أحياء المدينة، الخميس، وتسبب القصف المركز على المنطقة خلال 48 ساعة في نزوح غالبية سكانها نحو مناطق شمالي ادلب.
ويبدو أن المعارضة تحضر لمواجهة عنيفة في سراقب، وقد أعلنتها، الخميس، منطقة عسكرية يجب على المدنيين مغادرتها. بدا أن المعارضة لا تريد تكرار سيناريو سقوط المعرة في سراقب، وفي الغالب ستشهد المدينة “حرب شوارع”.
معارك حلب
شنت قوات النظام والميليشيات الإيرانية، الخميس، هجوماً برياً عنيفاً في محوري الحميرة والقراصي في ريف حلب الجنوبي، ومهدت المليشيات لتقدمها بقصف مكثف بوابل من الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وتمكنت بالفعل من التقدم في عدد من النقاط بداية الهجوم، لكنها أجبرت على الانسحاب بعد معارك عنيفة مع المعارضة، وما تزال الاشتباكات مستمرة.
واستعادت المليشيات، ليل الأربعاء/الخميس، السيطرة على معمل البرغل ومواقع في محيط بلدة خان طومان في حلب الجنوبي، وحاولت التقدم في عدد من المحاور في الضواحي الشمالية والغربية، الراشدين الرابعة وشويحنة والبحوث العلمية ومعامل الليرمون وغيرها. في حين تمكنت المعارضة من استعادت كتل المباني في جمعية الصحفيين وتلة الهندسة غربي المدينة، ودمرت عدداً من الآليات والمركبات العسكرية، وخسر طرفا القتال أكثر من ثلاثين عنصراً خلال المعارك المستمرة منذ 24 ساعة.
المصدر: المدن
قد يعجبك ايضا