موسكو تشعل المنافسة شرق الفرات..باستقبال الجربا

جسر: سياسة:

تعمّدت الخارجية الروسية استقبال وفد “جبهة السلام والحرية” المشكلة حديثاً برئاسة رئيس تيار “الغد”، والرئيس الأسبق للائتلاف أحمد الجربا، في توقيت تشهد فيه مناطق شرق الفرات صحوة السياسي والعسكري أميركية.

ولعل أهم ما تهدف موسكو إلى تحقيقه من خلال دعوتها الجربا، واستقبالها له ووفده، الجمعة، توجيه رسائل سياسية لأكثر من جهة، للإيحاء بأنها حاضرة في شرق الفرات، ولديها علاقات واسعة مع كيانات محلية في المنطقة، كما هو حال الولايات المتحدة، حيث تأتي بعد أيام من زيارة أجراها الممثل الأميركي الخاص للملف السوري جيمس جيفري، إلى منطقة شرق الفرات.
وحول أهداف الزيارة، أكد عضو المكتب السياسي في “تيار الغد” واصف الزاب، الذي رافق الجربا إلى موسكو، أنها تأتي في إطار برنامج عمل “جبهة السلام والحرية” لزيارة كل القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في الملف السوري.
وقال ل”المدن”، إن “الوفد طالب الجانب الروسي بضرورة التحرك العاجل، من خلال الضغط على النظام، لتخفيف معاناة السوريين، والسماح بعودة اللاجئين والنازحين من دون قيود أو شروط، وتحديداً من لبنان، حيث الظروف الصعبة والقاسية على اللاجئين، وطالبنا بضرورة الإفراج عن المعتقلين، وكذلك بممارسة دور فاعل للإسراع في العملية السياسية على أساس القرار الأممي 2254”.
وعن الردود الروسية على هذه المطالب، أجاب الزاب: “لمسنا من خلال اللقاء بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائبه ميخائيل بوغدانوف، اهتماماً بهذه المطالب”،. وقال إن الواضح أن الموقف الروسي من بشار الأسد “ثابت”، فلا زالت موسكو “تعتقد أنها تدعم الشرعية، أي دعم نظام الأسد”.
تتضح الرسالة الأهم من وراء الزيارة، بإشارة الزاب إلى طرح الروس تساؤلات عديدة عن رؤية “جبهة السلام والحرية” للوضع شرق الفرات، وقال: “تريد روسيا تعزيز حضورها في المنطقة، لأن المنطقة تحتوي على ثروات ضرورية لتحريك عجلة اقتصاد سوريا”.
وأوضح الزاب أن الروس عبروا عن انزعاج واضح من السلوك الأميركي، ومن سلوك “قسد”، لافتاً إلى انتقاد الروس للاتفاق النفطي الذي وقعته “الإدارة الذاتية” التابعة ل”قسد”، مع شركة نفط أميركية. وقال: “لدى الروس رغبة واضحة بتغيير الأوضاع السائدة في شرق الفرات، وفي سوريا”.
وعلى الجانب المقابل، انتقد رئيس الهيئة السياسية في محافظة الحسكة، مضر حماد الأسعد، الزيارة لموسكو قائلاً: “قطعاً، لن تقود أي زيارة لموسكو إلى نتائج إيجابية، لا على صعيد الحسكة، ولا على صعيد الثورة السورية”.
وقال ل”المدن”، إن موسكو تسعى إلى الاصطياد بالماء العكر، من خلال الاجتماع بكيانات لا تحظى بقاعدة جماهيرية، في إشارة واضحة إلى الجربا، مضيفاً أن “الذهاب نحو الروس يعني الموافقة الضمنية على كل الجرائم التي ارتكبتها روسيا بحق الشعب السوري”.
وحسب الأسعد، فإن لدى روسيا جملة من الأهداف، أولها سحب البساط من الثورة السورية، باستقبال كيانات محسوبة عليها، للوصول إلى تعويم النظام السوري، في وقت لاحق.
وما يؤجج مخاوف الأسعد، هي زيارة الجربا لموسكو لأكثر من مرة، مشيراً إلى “تحالف الجربا مع أكثر من جهة متورطة بالدم السوري، من بينها قسد، وروسيا”.
يذكر أن “جبهة السلام والحرية”، التي أُعلن عنها في أواخر تموز/يوليو الماضي، تضم كلاً من “تيار الغد السوري” و”المجلس الوطني الكردي” و”المنظمة الآشورية الديمقراطية” و”المجلس العربي في الجزيرة والفرات”.
المدن ٢٧ أيلول/ سبتمبر٢٠٢٠
قد يعجبك ايضا