نازحو الشمال السوري .. كيف يمر “رمضان” عليهم؟

سامح اليوسف

جسر: خاص:

“حديث الأسعار” هو الحديث الوحيد الذي لا يمل الناس من تكراره، وخاصة في الشمال السوري، لارتباطه الوثيق بالاستراتيجيات التي سيبني عليها الأهالي، جداول مصروفهم الشهري، ومعدلات الانفاق، ولكن الارتفاع والتذبذب بالأسعار بات يقلق الكثيرين، وخاصة مع قدوم شهر رمضان.

عازب ويعاني

أحد أسواق مدينة الباب اليوم

يقول  الشاب محمود، المقيم في مدينة الباب شرق حلب، والعامل في أحد “المحامص” إن “كان العالم بأجمعه مشغول بجائحة كورونا، فنحن مشغولون بجائحة الإفلاس والجوع”.

ويقدر محمود ثمن فطوره وسحوره في أول أيام شهر رمضان ب 3000 ليرة سورية، وهو شاب  عازب يقيم لوحده، وتبلغ أجرته اليومية ١٥٠٠ ليرة، ليتساءل “بهذا المبلغ أومن الفطور فكيف أضمن السحور؟”.

ارتفاع أسعار اللحوم

ويقسم “محمود” أنه لم يذق طعم لحم الغنم منذ أكثر من ستة أشهر، بعد أن وصل سعر لكيلو الواحد إلى 8500 ليرة سورية أي ما يعادل 6.5 دولار، إلا أنه يؤكد “لست الوحيد الذي نسيت طعم اللحم فمثلي كثير”.

وتشهد أسعار اللحوم بشكل عام في الشمال السوري ارتفاعات متزايدة في كل عام، وتتضاعف الأسعار عدة مرات خلال العام، فسعر كيلو الغنم بلغ عام 2018 ما يقارب 2700 ليرة سورية، فيما شهدت أسعار الخضار والفواكه الموسمية ارتفاعاً ملحوظاً مع بداية شهر رمضان، نتيجة زيادة الطلب عليها في شهر الصوم.

ضائقة مالية

“بهية أم محمود” النازحة مع زوجها وأطفالهم الثلاثة من جنوب مدينة إدلب إلى مدينة عفرين تقول إن “10 آلاف ليرة سورية لا تكفي اسرتها ثمن الفطور والسحور في شهر رمضان.. ليس همنا الأكبر تأمين الطعام بل همنا تأمين ثمن أيجار المنزل الذي نقطن فيه في عفرين إذ يصل إلى 75 دولاراً في الشهر، وهذا يشكل عبئاً ثقيلاً علينا، وخاصة أننا نازحون جدد نصرف إلى الآن من مدخراتنا”.

أما “أم علي” النازحة من الغوطة الشرقية إلى مدينة إعزاز شمال حلب فتدعو إلى تغيير الطقوس الرمضانية، والتي تعتمد على الاكثار من المقبلات، فتقول إن “عادات السوريين في شهر رمضان يجب أن تتغير فلا داعي لصحن “التبولة”، وهي أحد أبرز أنواع المقبلات في مائدة شهر رمضان”.

وتضيف “أم علي” التي تعيش مع ابنتيها فقط أن “صحن التبولة، الذي سأصنعه اليوم لشخصين فقط ثمنه 1000 ليرة سورية، أي ما يعادل دولار، فثمن حبيتن من البندورة وحبتين من الخيار 400 ليرة سورية وكيلو غرام الليمون 2000 ليرة فقط، الأجدر أن تستغل بهذه المبالغ شراء مواد أخرى”.

مساعدات تتراجع

وتحاول بعض المؤسسات الإغاثية والخيرية في الشمال السوري تقديم وجبات الفطور لفقراء ساكني المدن والأحياء بالإضافة لسكان المخيمات الكثيرة والمنتشرة في معظم مناطق هذه المساحة الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.

لكن هذه المؤسسات والمنظمات يقل عددها مع كل رمضان يأتي، وتقل إمكانيتها بتقديم أكبر عدد من الوجبات الرمضانية على النازحين والفقراء السوريين.

قد يعجبك ايضا