“هيومن رايتس ووتش”: تركيا ترحّل اللاجئين السوريين قسراً وبالقوة

جسر – متابعات

أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أصدرته، أمس الاثنين، أن تركيا اعتقلت ورحلت مئات اللاجئين السوريين رجالاً وصبية هذا العام، واحتجزتهم تعسفياً، وأجبرتهم على العودة إلى شمال سوريا، وفق ما نقل موقع “الحرة”.

وقالت المنظمة، نقلا عن مقابلات مع عشرات اللاجئين، إن المسؤولين الأتراك “ضربوا وأساءوا إلى معظم” اللاجئين، قبل إجبارهم على عبور الحدود إلى شمالي سوريا تحت تهديد السلاح.

وكانت هذه القضية، التي قالت المنظمة إنها انتهاك للقانون الدولي، أحدث علامة على تصاعد العداء تجاه السوريين في تركيا، ومنعطف قاتم آخر لبلد فتح حدوده ذات يوم أمام الفارين من الحرب السورية ولا يزال يستضيف ما لا يقل عن 4 ملايين لاجئ وطالب لجوء.

ولم تعلق وزارة الداخلية التركية، المسؤولة عن عمليات الترحيل، على الفور على هذه المزاعم، إلا أن رئيس وكالة الهجرة التركية، سافاس أونلو، قال للمنظمة إنه هذه الأخبار “لا أساس لها من الصحة” مضيفاً أن “تركيا تمتثل للقانون الوطني والدولي”.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن عمليات الترحيل، التي حدثت بين شباط وتموز، “توفر نقطة مضادة صارخة لسجل تركيا في الكرم كمضيف للاجئين أكثر من أي بلد آخر في العالم، وحوالي أربعة أضعاف عدد الاتحاد الأوروبي بأكمله”.

وأكدت أن اللاجئين أجبروا على التوقيع على استمارات لا يسمح لهم بقراءتها، لكنهم فهموا أنها ترقى إلى مستوى الموافقة على “العودة الطوعية” إلى سوريا.

وذكر التقرير: “قال كثيرون إنهم رأوا مسؤولين أتراكا يضربون رجالاً آخرين رفضوا التوقيع في البداية، لذلك شعروا أنه ليس لديهم خيار”.

وشدد التقرير أن تركيا ملزمة “باحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر إعادة أي شخص إلى مكان قد يواجه فيه خطراً حقيقياً بالاضطهاد أو التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة، أو تهديدا للحياة”.

وأشارت المنظمة إلى أن سوريا مقسمة بين مناطق تحكمها حكومة ارتكبت انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان.

وضغطت السلطات التركية بشدة على اللاجئين السوريين خلال الأشهر القليلة الماضية، في ظل استمرار التصريحات من المسؤولين الحكوميين وكذلك من المعارضة التركية، بوجوب إعادة السوريين إلى بلادهم بأي طريقة، الأمر الذي تسبب باشتداد العنصرية الشعبية ضد السوريين في البلاد.

وأصبح اللاجئون السوريون ورقة بيد المعارضة للوصول إلى السلطة، وفي الآن ذاته ورقة بيد “حزب العدالة والتنمية” الذي يريد البقاء في السلطة، الأمر الذي دفعه لإعادة التواصل مع نظام الأسد في سوريا.

قد يعجبك ايضا