يقضي على الهدف في ثوان.. ما هو نظام “باتريوت” الصاروخي الذي تصر تركيا على الحصول عليه؟

جسر: متابعات:

عادت المطالب التركية بشراء صواريخ الدفاع الجوي الأميركية “باتريوت” بعد القصف الجوي الذي أودى بحياة 33 جنديا تركيا في إدلب مؤخرا، رغم أن أنقرة لطالما أصرت على شراء منظومة الدفاع الروسية أس 300 في تحد للولايات المتحدة.

 منظومة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي/أ ف ب

وزير خارجية تركيا مولود غاويش أوغلو قال السبت بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي مايك بومبيو إن أنقرة تريد من واشنطن إرسال هذه الصواريخ لدعمها في محافظة إدلب.

واللافت أن سقوط هذا العدد الكبير من الجنود الأتراك في إدلب (وصل إلى 55 عسكريا منذ نحو شهر) أثار الاستغراب حول العملية العسكرية التركية وكيف تم التحضير لها بشكل جعل الجنود هدفا سهلا لقذائف جنود الأسد.

حتى أنه بعد “المذبحة” الأخيرة، وجدت القوات التركية في إدلب السورية صعوبة كبيرة في نقل الجرحى والجثث.

تركيا تطلب مجددا شراء صواريخ باتريوت ومحلل سياسي يفسر هذه الرغبة/أ ف ب

ويرى مراقبون أن الزج بالجنود الأتراك في عملية داخل الأراضي السورية من دون غطاء جوي كان بها مغامرة.

وبعد العملية، طالبت أنقرة، التي حصلت من موسكو على نظام S-400 الصاروخي الدفاعي لكن لم يتم تفعيله، من واشنطن تزويدها بنظام “باتريوت” للدفاع الجوي، لكن واشنطن رفضت معللة ذلك بعدم وجود قطع كافية من هذا النظام حاليا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء إن واشنطن أبلغت بلاده أنها ليس لديها أي أنظمة دفاعية من هذا الطراز لمنحها إلى تركيا في الوقت الحالي.

واستبعد مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في تصريحات للحرة أن يتم تحريك بطاريات “باتريوت” لمساعدة تركيا في النزاع الدائر في إدلب، على الرغم من الطلب التركي الرسمي.

وأضاف المسؤول للحرة، رافضا الكشف عن هويته، أن “أنقرة بدأت تشعر بأن روسيا ليست شريكا صادقا يمكن الاتكال عليه”، وبالتالي فإن تركيا “ستكتشف قريبا أن صفقة النظام الصاروخي أس-400 مع موسكو لم تكن ذات فاعلية”.

ما هو نظام باتريوت؟

هو نظام صاروخي مصمم للتصدي لأهدف تسير على مستوى مرتفع مثل الطائرات والصواريخ الباليستية، وليس الأهداف التي تسير على مستوى منخفض وتسير بسرعات بطيئة وصغيرة الحجم مثل الطائرات المسيرة.

تحمي “باتريوت” المنشآت العسكرية والقواعد الجوية من الهجمات الجوية وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد.

وتتكون المنظومة من أربعة أجزاء، هي مركبة الرادار وغرفة التحكم، ومنصة الصواريخ، إضافة إلى الصواريخ نفسها.

الرادار يرصد الخطر، ويمكنه رصد 50 هدفا في آن واحد فيرسل إشارة إلى غرفة التحكم التي تقيم الخطر وتقرر إطلاق الصواريخ عبر إشارة للمنصة، وتستغرق الإشارة 9 ثوان فقط.

ويستطيع هذا النظام إصابة أهدافه الجوية على نطاق 160 كيلومترا، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومترا، ويمكن إسقاط أهدافه على ارتفاع يمتد بين 60 مترا و15 كيلومترا.

هدف سياسي

الخبير في الشأن السوري والمحلل السياسي عبد الناصر العايد استبعد في تصريح لموقع الحرة وجود أي حاجة عسكرية “ملحة” لأنقرة لاستخدام هذه الصواريخ في الصراع الحالي، معتبرا أن هذا الطلب “سياسي وليسا عسكريا بحتا”.

وقال إنه لا دلائل على هجمات بصواريخ بعيدة المدى من قبل النظام السوري والطائرات تستوجب الحاجة إلى هذه المنظومة المتطورة، مشيرا إلى أن تركيا تمتلك سلاحا جويا قادرا على التعامل مع أي حرب تقليدية مثل تلك التي تحدث في المنطقة.

وأضاف أن ما تحتاجه أنقرة “هو “غطاء جوي يوفر الحماية لقواتها البرية”.

ويرى العايد أن طلب أنقرة شراء صواريخ باتريوت هو “إشارة للروس بأنها تستطيع العودة لحلف الناتو، ورغبة في استقطاب الغرب الناتو للحرب الحالية” التي وصفها بأنها “حرب باردة وساخنة في الوقت ذاته”.

الجدير بالذكر أن العلاقات بين أنقرة وموسكو تشهد توترا في الوقت الحالي بعد العملية التي شنها النظام السوري المدعوم من روسيا في إدلب، معقل المعارضة السورية.

وتقوض الحملة العسكرية للنظام السوري المستمرة في إدلب منذ ديسمبر الماضي الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، إلى جانب تسببها بإرسال مئات الآلاف من اللاجئين الفارين باتجاه الحدود التركية.

وحث الرئيس التركي أكثر من مرة القوات السورية على الانسحاب من بعض المواقع التركية في إدلب بحلول نهاية فبراير، مهددا باللجوء إلى القوة ما لم تستجب.

ويرى المحلل السياسي أن هناك “نزاعا باردا بين تركيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران” في الوقت الحالي.

ويرى أن الخطوة التركية بطلب صواريخ “باتريوت” هي محاولة استقطاب المزيد من الحلفاء مثل ما عملت انقرة عندما حاولت إقامة “تحالف استراتيجي” مع روسيا بشراء منظومة أس 400 ولكن فشل هذا الأمر.

 

(الحرة)

قد يعجبك ايضا