إنذار تركي للأسد باﻻنسحاب خلال الشهر الجاري.. و”الجبهة الوطنية” تمتنع عن مؤازرة سراقب

جسر: تقارير:

بعد اشتباكات عنيفة وغارات مكثفة من الطيران الحربي الروسي، ساد هدوء حذر أجواء “سراقب” تخلله قصف مدفعي متقطع، بعد تراجع قوات النظام المتقدمة لاقتحام المدينة من أطرافها الغربية، في ظل خلو اﻷجواء من الطيران الحربي الذي أغار قبل قليل على بلدتي “سرمين” وقميناس” ومحيط مدينة إدلب غربا.

liveuamap

وبعد سيطرتها على “الترنبة” التي قصفتها المدفعية التركية ليل أمس إلى جانب مواقع أخرى غربها، تقدمت قوات النظام باتجاه سراقب ودخلت أطرافها الغربية، حيث تصدى لها مقاتلو المدينة الباقون فيها للدفاع عنها في ظل تأخر في دعمهم ومؤازرتهم من قبل “الجبهة الوطنية للتحرير”، التي امتنعت قيادتها عن إرسال أي مؤازرة لسراقب لليوم الخامس على التوالي بحسب ناشطين من أبناء المدينة.

قيادة الجبهة الوطنية للتحرير امتنعت لليوم الخامس على التوالي من ارسال اي مؤازرة الى سراقب . يبدو أن طرابلس فعلًا أقرب من سراقب .

Publiée par ‎منهل باريش‎ sur Mardi 4 février 2020

من جانبه، وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انذارا لنظام اﻷسد قال فيه “إذا لم ينسحب النظام السوري إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال شباط/ فبراير الجاري فإن تركيا ستضطر لإجباره على ذلك”، مؤكدا أن الهجوم على الجنود اﻵتراك في إدلب بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لتركيا في سوريا، بحسب تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء “اﻷناضول” الرسمية.

وأضاف إردوغان؛ “كما أن نظام اﻷسد يستهدف المدنيين عند أبسط انتهاك للمعارضة، فإن الرد على انتهاكاته بعد الآن سيكون بالرد المباشر على جنوده”، مؤكدا أن قوات بلاده ستتحرك بحرية في مناطق عملياتها وسترد عسكريا وبشكل مباشر ودون سابق إنذار إذا اقتضت الضرورة أو تعرض جنودها أو حلفائها لأي هجوم، بغض النظر عن الطرف المنفذ له.

وكان الرئيس التركي قد أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي أن بلاده ستواصل حقها المشروع بالدفاع عن النفس ضد أي هجمات جديدة، من قِبل النظام، وأنها ستواصل بأشد الطرق استخدام حقها المشروع في الدفاع عن النفس ضد أي هجمات مماثلة من قِبل النظام.

وحول فحوى اﻻتصال، قالت الرئاسة الروسية في بيان، إن الرئيسين أعربا عن قلق متبادل حيال تفاقم الوضع في إدلب، وأنه تم اﻻتفاق على اتخاذ تدابير عاجلة عبر وزارتي الدفاع في البلدين من أجل زيادة فعالية التنسيق في سوريا، كما تم التأكيد على دعم الحوار بين السوريين في إطار اللجنة الدستورية في جنيف.

وأُلغيت قبل يومين دورية برية مشتركة بين قوات البلدين بعد امتناع الطرف التركي عن موافاة نظيره الروسي إلى موقع انطلاق الدورية في قرية آشمه غرب مدينة عين العرب/كوباني، حيث انتظر العسكريون الروس لبعض الوقت، قبل أن يقرروا مغادرة المكان.

وفي طريق عودته من أوكرانيا أمس الثلاثاء، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للصحفيين في الطائرة، إن تركيا لن تسمح للنظام السوري بتحقيق مزيد من التقدم الميداني في إدلب، مؤكدا أنه لا توجد ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة، نظرا لوجود مبادرات استراتيجية جادة للغاية معها.

وأشار الرئيس التركي إلى الدور المهم الذي تلعبه نقاط المراقبة، وأكد أنها ستبقى، منوها في الوقت نفسه بأن تبعات قصف النظام للقوات التركية لن تتطور إلى نزاع مع روسيا، وقال “ليست هناك ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا في هذه المرحلة، لدينا معها مبادرات استراتيجية جادة للغاية”، بحسب “اﻷناضول”.

ولفت، بحسب الوكالة الرسمية، إلى أن إحدى تلك المبادرات تتمثل في تعاون البلدين في مجال الطاقة النووية، حيث يستمر العمل في بناء محطة نووية في تركيا بالشراكة مع روسيا، إضافة إلى الأهمية الكبيرة لمشروع “السيل التركي” لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا مرورا بتركيا التي قال إنها تستورد جزءا كبيرا من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، وأشار إلى تصدر الزوار الروس قائمة السياح الأجانب القادمين إلى تركيا.

واستبعد إردوغان أن تتراجع تركيا عن صفقة منظومات إس 400 للدفاع الجوي التي أبرمتها مع موسكو وبدأت بتسلم أجزاء منها، مشددا أن تركيا ستناقش كافة المسائل الخلافية مع روسيا، لكن دون انفعال من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية.

إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء نظام اﻷسد “سانا” نقلا عن مصدر عسكري، أن تعليمات أعطيت “للوحدات العسكرية العاملة في المنطقة (إدلب) للسماح بتسوية أوضاع كل من يقرر إلقاء السلاح بدلا من المراهنة على دعم القوات التركية”، وأن وجود القوات التركية “غير قانوني ويشكل عملا عدائيا صارخا”، وخثم المصدر بالقول أنهم “على أتم الاستعداد للرد الفوري على أي اعتداء من قبل هذه القوات”.

قد يعجبك ايضا