إيران ستبني 30 ألف وحدة سكنية في سوريا عبر متعهدين.. فهل تفي بوعودها لشيوخ العشائر؟

شيوخ العشائر في مطار دمشق خلال رحله إلى إيران أواخر العام الماضي 2019

جسر: تقارير:

أعلن مساعد وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني “محمود محمود زادة”، أنه وبحسب مذكرة تفاهم ثنائية فإن إيران ستبني نحو 30 الف وحدة سكنية في سوريا. وبحسب تصريح أدلى به خلال مراسم افتتاح المعرض الدولي للبناء والإنشاء في طهران اليوم الأحد، ونقلته وكالة أنباء “فارس” شبه الرسمية، فقد تم توقيع المذكرة بين وزير الطرق الإيراني ووزير الإسكان في حكومة نظام اﻷسد قبل أسابيع.

انترنت

وأضاف “محمود زاده” أنه وبحسب المذكرة “تقرر بأن تُجري 3 شركات حكومية من البلدين، دراسات لتمهيد حضور المقاولين والأشخاص المستوفين للشروط بمجال البناء والبنى التحتية والشحن والنقل اضافة للمهندسين والمستشارين في هذا المشروع”، ﻻفتا إلى أن إيران لن توظف استثمارات بمشروع بناء الوحدات، بل ستوفر سوق عمل للقطاع الخاص فقط. فمن هؤلاء المقاولين والأشخاص المستوفين للشروط؟

سبق وأن منحت إيران نواف البشير، شيخ قبيلة البقارة العائد إلى حضن نظام الأسد بعد مرحلة من العمل المعارض، “مقاولات” في المناطق التي تسيطر عليها في محافظة ديرالزور، أولها عقد لإزالة الأنقاض من بعض أحياء مدينة  ديرالزور، واستخدم البشير أولا مقاتلي مليشياته لتنفيذ الأعمال بمعدات تم الاستيلاء عليها خلال الفترة السابقة. وتصاعدت “التعهدات” المسندة إليه لتشمل انشاء بعض الأبنية والمقرات للميلشيات الإيرانية.

شيوخ العشائر في مطار دمشق خلال رحتلهم اﻹيرانية

وتزامن حصول البشير على “مكافأته”، مع زيارة وفد من شيوخ عشائر الجزيرة السورية إلى طهران التقى فيها مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي. حيث تركز اللقاء حول “مقاومة الوجود الاميركي في شمال وشرق سوريا، ومناهضة التحركات العربية الخليجية هناك”.

ومع تنامي طموح طهران إلى تصعيد أنشطتها الأمنية المضادة للوجود الاميركي، مُنح البشير تعهد مقاولة كبير، بقيمة 3 مليارات ليرة سورية (بحدود 3 ملايين دولار)، لبناء مجموعة من الوحدات السكنية غربي البوكمال، لتكون بمثابة حي جديد، للايجار والبيع، مع الاحتفاظ بنقاط معينة لاسكان عناصر وعائلات أعضاء المليشيات التي يتم جلبها بكثافة إلى البوكمال، والتي تشكل نقطة الوصل بين العراق وسوريا.

ولن تقتصر قائمة المقاولين على البشير، وبالإضافة لضاحية البوكمال ثمة مخططات لانشاء ضاحية أخرى قرب الميادين، وثالثة قرب ديرالزور، وسيمنح كل استثمار من هذا النوع لشيخ واحدة من العشائر التي تستطيع تقديم خدمات مهمة للجانب الإيراني. يقومون بدورهم بتوزيعها على اتباعهم؛ لترتبط شبكات عشائرية كاملة بالمال والدعم الايراني.

وعلى سبيل المثال، مَنَحَ نواف البشير استثمار ضاحية البوكمال لمقاولين فرعيين من قبيلته؛ فارس وعماد الدغيم، مشترطا عليهم توظيف أكبر قدر ممكن من أبناء القبيلة في عمليات الانشاء والتجهيز.

وينتظر شيوخ قبائل في الحسكة والرقة وديرالزور، منحا مشابهة، يختلط فيها الجانب الأمني بالاجتماعي والاقتصادي، وصولا إلى الجانب العقائدي، الذي سينمو تلقائيا مع تشابك وتفاعل المصالح.

قد يعجبك ايضا