“اشتباك” دونكيشوتي بين “العلمانيين الداعشيين” و “البعثيين الإسلاميين” في نظام الأسد

جسر: متابعات:

يدور نقاش في اوساط مؤيدي نظام البعث حول أسلمة الدولة المتصاعدة وفق فريق، يرى أن “الدولة” يسيطر عليها التيار الديني، متمثلاً في وزارة الأوقاف، وأن حزب البعث القومي اليساري ذاته قد تحول إلى “بعث اسلامي”، فيما يرى طرف آخر داخل النظام، مقرب من إيران، بأن هذا التوجه “داعشية علمانية”.

وجرت نقاشات مطولة على وسائل التواصل، افتتحها عضو مجلس الشعب، الكاتب نبيل صالح، الذي قاد هجوماً حادا لتجمعه الذي يسمى التجمع.. ، وواجهه عشرات النواب رافضين طروحاته، غالبيتهم العظمى من البعثيين المعينين في المجلس من قبل اجهزة المخابرات شأنهم شأن الصالح ذاته.

لكن الحديث انتقل إلى الفضاء العام مع نشر الصالح لبوست على فيسبوك، يتهكم فيه على بشار الأسد بطريقة غير مباشرة، مستخدما مقولة اطلقها رأس النظام منذ مدة وهي (الاسلام الصحيح الذي انزله الله على سيدنا محمد)، لتفتح عليه كبرى صفحات التواصل التابعة لمخابرات النظام النار، وتتهمه بالتزمت الارعن، والادعاء الفارغ، وتلوح له بعبارات تهديد من قبيل (انت تم تعيينك في المنصب من قبل المخابرات) و (تجاوزت الخطوط الحمر بالاستهزاء بكلام سيد الوطن..).. الامر الذي اضطره إلى حذف المنشور (الصورة).

ثم ظهر المعلق الشهير بشار برهوم ليصف من هاجموا نبيل صالح، خاصة من اعضاء مجلس الشعب بأنهم ابناء الساروت.

ووصل الامر اخيراً إلى مؤسسات النظام الغعلامية الرسمية، فنشرت صحيفة البعث، يوم الحادي عشر من الشهر الجاري، مقالا لوزير الاعلام الأسبق، مهدي دخل الله، عنونه بـ”الداعشية العلمانية” قال في مقدمته:” قد يساوي خطر الداعشية العلمانية خطر الداعشية الدينية، والفرق بينهما سكين في اليد واستعداد للذبح، أما نهج التفكير ومنهجية الممارسة فهما واحد” . و دافع دخل الله عن وجهة نظر ما يبدو أنه تياراً في نظام الأسد اليوم  قائلاً:” لنعد إلى الدولة «الإسلامية» الأولى في المدينة وفي العصر الأموي، ألم تكن هناك ظاهرة المواطنة بغض النظر عن الدين؟؟.. ألم تقم الدولة الأموية والعباسية بالتوسع نحو أصقاع الأرض شرقاً وغرباً بالسيف، فيما يعد أمراً منكراً في الدين مقبولاً في العلمانية، حيث أمر الله عباده أن يقاتلوا الذين يقاتلونهم (فقط – دفاعاً عن النفس)، وأمرهم ألايعتدوا إن الله لا يحب المعتدين؟.. لذلك فإن الدولة الأموية والعباسية تعاملت مع العالم بطريقة سياسية علمانية، وليس بطريقة دينية تبشيرية ورحيمة”.

هذا ويغازل نظام الأسد منذ مدة جمهوره الديني، محاولاً أن يكسب مزيداً من التأييد في صفوفه، من خلال الاحتفاء بالرموز الدينية، وعبر قوانين وتشريعات مستمدة من الشريعة الاسلامية، وعبر خلق مزيد من المؤسسات الدينية، ودفعها إلى الواجهة، ويؤيد هذا التوجه جملة من رجال الدين السنّة، لكن يعتقد وعلى نطاق واسع، أن رجال دين مرتبطين بإيران، يدفعون بقوة في هذا الاتجاه أيضا، خاصة بعد تعيين عدد منهم في مراكز مفصلية في وزارة الأوقاف.

(تعليق نبيل صالح المحذوف على فيسبوك)

(مقالة مهدي دخل الله في صحيفة البعث)

 

قد يعجبك ايضا