“الإخوان المسلمون”: من يفضل النظام علينا يظلمنا ونعمل لتحقيق “أجواء الحرية والديمقراطية”

جسر – متابعات

صرّح مرشد جماعة ” الإخوان المسلمين” في سوريا “محمد حكمت وليد”، بأن من يفضّل نظام الأسد على الإخوان يظلم نفسه ويظلم الإخوان والشعب السوري، مضيفاً أن الجماعة تعمل على تحقيق “أجواء شفافة من الحرية والديمقراطية” في سوريا.

وحول موقف الجماعة من المنافسة على الحكم في سوريا، و إن كانت بديلة للنظام السوري، قال “وليد” لصحيفة “عربي 21”: “الإخوان المسلمون واعون تماماً لعلاقات القوة التي تحكم المنظومة الإقليمية والدولية”، مضيفاً “ومَن يفضل النظام على الإخوان يظلم نفسه ويظلم الإخوان ويظلم هذا الشعب الذي ما زال يرزح تحت سياط الفساد والاستبداد”.

وأردف: “نحن كإخوان مسلمين شاركنا في الحياة السياسية النيابية والتنفيذية في عهد الاستقلال وفي العهود الديمقراطية القصيرة التي تمتعت بها البلاد، ونشارك اليوم بالفعاليات السياسية القائمة. وأحب أن أشير هنا إلى حقيقة هامة، وهي أن حكم البلاد لا يجوز أن يكون حكرا على فئة من هذا الشعب دون الفئات الأخرى؛ فالله لم يخلق بعض الناس ليكونوا حاكمين ويخلق آخرين ليكونوا محكومين، فالناس ولدتهم أمهاتهم أحراراً كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه”.

وتابع: “الجواب على سؤال هل الإخوان بديل للنظام لا يكون بنعم أو لا؛ فالذي يقرر هذه القضية هي صناديق الاقتراع في أجواء شفافة من الحرية والديمقراطية، نعمل على أن تتحقق في بلدنا في المستقبل إن شاء الله”، حسب تعبيره.

وبرأي المراقب العام في الجماعة إن “قيام أي حكم رشيد في سوريا يجعل منها ثورة سياسية واقتصادية إقليمية كبرى تؤثر في توازنات المصالح لدى العديد من الدول التي تريد لسوريا البقاء في مربع التخلف والتبعية. ومن هنا جاءت الجهود المكثفة التي تبذلها بعض القوى الفاعلة لمنع قيام أي حكم إسلامي أو حتى ديمقراطي في سوريا”، مضيفاً “فالحرب في سوريا في حقيقتها هي حرب على هوية البلد العربية الإسلامية وعلى مستقبلها الديمقراطي الحر الذي يحتكم لصناديق الاقتراع الحرة النزيهة المُعبّرة عن رأي الأغلبية”.

وقال “وليد” إن “الإيرانيين حاولوا الاتصال بنا، وكان جوابنا شرطاً للقائهم هو أن تُعلن إيران أنها مع الشعب السوري ضد نظام الاستبداد والفساد، وأن تنسحب وتسحب ميليشياتها المحتلة من سوريا”، مضيفاً أنه “ومع ذلك، نحن لا نُكنُّ أية مشاعر عدائية تجاه عموم الشعب الإيراني، ولكننا ننظر لإيران كدولة محتلة ذات روح طائفية بغيضة، صاحبة مشروع يتذرع بالمقاومة ويعمل على تغيير النسيج الديني والثقافي للشعب السوري”.

وخلال حديثه قال المراقب إن “موقف المملكة العربية السعودية ليس سلبيا من الإخوان السوريين، ونحن يدنا ممدودة للتعاون مع كل القوى المخلصة في المنطقة، ونحن نأمل أن يستمر موقف المملكة الداعم للثورة السورية لتسقط النظام، وأن يبقى مانعاً من إعادة إنتاج النظام وإدماجه في المجتمع الدولي رغما عن إرادة الشعب السوري، وهذا هو أكبر ضمان لردع إيران عن تهديد دول الخليج واليمن”، حسب تعبيره.

وبشأن فاعلين جماعة “الإخوان” في “الائتلاف السوري المعارض” يقول “وليد”: “نحن موجودون في الائتلاف منذ أول تأسيسه ونشارك بمختلف أنشطته، ونعارض سياساته إذا رأيناها مخالفة لما نعتقده الصواب، ونعمل على إصلاح بعض جوانب القصور فيه. كنّا في هيئته الرئاسية في فترة من الفترات، ونحن اليوم مُمثلون في هيئته السياسية”.

الجدير بالذكر أن “محمد حكمت وليد” هو طبيب وسياسي، ويشغل منصب المراقب العام لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، حيث انتُخب مراقباً عاماً من قبل مجلس شورى الجماعة في 6 نوفمبر 2014 خلفاً ل”محمد رياض الشقفة”، وفي عام 2017 أُعيد انتخابه مجدداً مراقباً عاماً للجماعة.

قد يعجبك ايضا