المنطقة الآمنة: أنقرة تكشف عمق الخلافات التي تعيق انشاءها

جسر – وكالات

يبدو أن ترجمة حلم إقامة منطقة آمنة في شمال وشمال شرق سوريا إلى واقع يصبح أكثر تعقيداً مع عدم تمكن الدول المتنفذة في هذا الملف من التوصل إلى قواسم مشتركة تقرب من وجهات النظر فيما بينها بهذا الخصوص.

حقيقة عبر عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين حين قال “إن أنقرة ترفض إنشاء منطقة آمنة في سوريا تتحول إلى مستنقع للإرهاب كما حصل في شمال العراق” في إشارة إلى انتشار حزب العمال الكردستاني في الإقليم الشمالي من العراق الذي يتمتع فيه الكرد بحكم ذاتي.

تصريح أردوغان جاء خلال مؤتمر اقتصادي وبعد ساعات فقط من اتصاله هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقبل أيام من زيارته لروسيا حيث تسعى كل دولة إلى فرض شروطها مقابل السماح بإقامة المنطقة الآمنة.

وحسب أردوغان فقد فقد رفضت أنقرة الرؤية الأمريكية لهذه المنطقة والتي تشترط أن تشمل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة والغرب، حيث نقلت وكالة الأناضول عن أردوغان أنه أبلغ نظيره الأمريكي ترامب “أن تركيا لن تسمح بأن تكون هذه المنطقة مستنقعاً للإرهاب” مضيفاً “إن مقترحنا بخصوص المنطقة الآمنة يهدف إلى إبعاد التنظيمات الإرهابية من حدودنا”.

بالمقابل لم يكشف الرئيس التركي عن تفاصيل مباحثاته المنتظرة مع نظيره الروسي فيما يتعلق بهذا الموضوع، مكتفياً بالقول “سنبحث هناك إقامة منطقة مطهرة من الإرهاب”.

وأضاف أردوغان: “نتمنى من أعماقنا أن نتوصل الى رؤية موحدة في لقاءاتنا مع روسيا وأمريكا والأطراف الأخرى حول سوريا، ولكن هذا لا يعني الانتظار إلى مالا نهاية، فنحن على الحدود بكل قوتنا، ونتابع أدق التطورات”.

وحسب مصادر دولية فإن رؤية موسكو تقوم على أن تشمل المنطقة الآمنة أجزاء من المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا ولكن تحت سلطة النظام السوري، مع منح هذه المنطقة حكماً محلياً ذاتياً بما لا يسمح بإنشاء أي قوات مسلحة للإدارة الذاتية لكن مع أن تكون مشمولة بحظر الطيران إن تم إقراره بما يمنع أي ملاحة جوية تركية فيها مستقبلاً.

رؤية ترفضها أنقرة أيضاً لكنها تعتقد أنه من الممكن التفاوض مع الروس حولها، خاصة وأن موسكو ليست حليفاً مباشراً لقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض صراعاً مفتوحاً مع تركيا منذ عقود.

كما تعول تركيا على رفض النظام السوري، الحليف المباشر لروسا، لفكرة أن تتمتع “قسد” بأي سلطة في المناطق التي تهيمن عليها الآن في أي حل قادم، من أجل تقريب وجهات النظر بينها وبين موسكو فيما يتعلق بهذا الملف، خاصة وأن أنقرة تؤكد باستمرار جاهزيتها للتوغل في شرق نهر الفرات وطرد قوات سوريا الديمقراطية منها.

وبهذا الخصوص نقلت رويترز عن اردوغان قوله: إن تركيا ستعمل مع كل من يرغب في تزويدها بدعم لوجيستي للمنطقة الآمنة المزمعة، ولكنه أضاف أنها “ستتخذ إجراءات فيما يتعلق بسوريا إذا لم يكن هناك وفاء بالتعهدات التي تلقتها أنقرة”.

وأوضح الرئيس التركي أن أنقرة مستعدة لتولي الملف الأمني في مدينة منبج وإعادة المسؤولية في المناطق التي ستدخلها إلى سكانها المحليين”.

 

 

قد يعجبك ايضا