بعد خسارتها تل أبيض: “قسد” تهدد بتسليم مناطقها للنظام.. أي موقف لتركيا؟

جسر: خاص:

دورية أمريكية-تركية مشتركة على الحدود السورية/انترنت

تمكنت قوات “الجيش الوطني” بدعم واسناد من القوات التركية ، من السيطرة ليل أمس الأحد على مدينة تل أبيض السورية، بعد اشتباكات عنيفة مع “قوات سوريا الديمقراطية”.

عملية اقتحام مدينة تل أبيض بدأت مع صباح يوم الأحد، بقصف جوي ومدفعي استهدف مقرات تابعة ل “قوات سوريا الديمقراطية” داخل المدينة.

وتقدمت القوات المهاجمة إلى المدينة من محورين، الأول غرب المدينة انطلاقاً من قرى عين العروس والسكرية والشريعان، أما المحور الثاني من الجهة الشرقية للمدينة انطلاقاً من قرى الطويلعة والمشرفة.

تحركات القوى المهاجمة مكنتها من فرض حصار كامل على “قوات سوريا الديمقراطية” داخل المدينة، بعد قطع الطريق الذي يربط تل أبيض بعين عيسى، ما تسبب بانهيار القوات المدافعة واستسلام العديد منها.

“قوات سوريا الديمقراطية” حاولت فك الحصار عن قواتها داخل تل أبيض، عبر محاولة التقدم من الجهة الجنوبية لتل أبيض انطلاقاً من عين عيسى والشركراك، لكنها لم تنجح لعدة أسباب، أولها استمرار تقدم القوات المهاجمة باتجاه الجنوب بزخم كبير، الثاني أن جميع محاور تقدم “قسد” كانت عبر أراضي منبسطة تجعل من تقدم القوات أمر مستحيل، بسبب وجود سلاح الجو والقصف المدفعي المكثف.

القوات المهاجمة لم تكتفي بالسيطرة على مدينة تل أبيض بل واصلت تقدمها جنوباً، حيث تمكنت من السيطرة على تل الحليب وسكيرو والشركراك، ووصلت إلى مشارف عين عيسى لكن قيام التحالف الدولي بوضع حواجز على أطراف البلدة منعها من التقدم، ما أجبرها على التراجع إلى الكنطري.

أما على المحور الشرقي تمكنت فصائل “الجيش الوطني”، من السيطرة على بلدة سلوك جنوب شرق مدينة تل أبيض، إضافة لقرية فويلان على الحدود السورية التركية وقرية حمام التركمان.

أما محور رأس العين، تواصل فيه فصائل “الجيش الوطني” تقدمها، حيث سيطرت خلال الساعات القليلة الماضية على البوابة الحدودية و قرى، عرنان، المكرن، ام عضام، تل أرقم، فريسة، تل بلال، الشارة، دغيم عجاج، شمو، وشيكان غرب المدينة بعد انسحاب مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية” منها تحت ضربات المدفعية والطيران التركي.

كما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في أحياء المدينة خاصة من الجهة الشرقية، وتلاقي فصائل “الجيش الوطني” مقاومة كبيرة على هذا المحور لعدة أسباب أهمها، تخوف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المكون الرئيسي لقوات “قسد” من وصول القوات المعادية له إلى مناطق ذات عمق يهدد حاضنته الاجتماعية، ثانياً وجود عوامل طبيعية وعمرانية تساعده على المقاومة عكس محور القتال الأول في مدينة تل أبيض، ثالثاً كثافة الألغام ووجود الإنفاق التي تستخدمها قوات ” قسد” في التحرك ضمن أحياء المدينة ومحيطها.

العمليات العسكرية بين الطرفين تسببت منذ انطلاقها في التاسع من تشرين الأول وحتى يوم أمس الأحد، إلى مقتل قرابة ٢٠٠ عنصراً من “قوات سوريا الديمقراطية” وجرح آخرين، فيما خسر “الجيش الوطني” وحليفه قرابة ٥٠ عنصراً بينهم ٥ جنود أتراك.

كما تسببت العمليات العسكرية بنزوح قرابة ١٣٠ ألف مدني من المناطق المستهدفة في الشمال الشرقي لسورية، من مناطق تل أبيض ومحيطها ورأس العين ومحيطها والقامشلي وعين العرب وعامودا، فيما نزح قرابة ٣٠ ألف مواطن تركي من مناطق اقجقلعة و نصيبين وجلان بينر وسروج.

ويعاني النازحين في الجانب السوري أوضاع مأساوية، بسبب عدم وجود أماكن كافية لإيوائهم، وغياب العمل المنظامتي القادر على تلبية احتياجاتهم من رعاية صحية وتأمين الطعام.

انهيار “قوات سوريا الديمقراطية” المتسارع، دفعها إلى محاولة إيجاد حل لمنع التوغل التركي داخل مناطق سيطرتها، حيث تشير المعلومات إلى اتفاق تلك القوات مع النظام السوري برعاية روسية، على دخول قوات النظام إلى مناطق منبج وعين العرب وعين عيسى والقامشلي، لتشكيل حاجز ردع يمنع استمرار تقدم القوات المهاجمة.

مصادر إعلامية موالية للنظام من بينها قناة الميادين، أكدت في ساعات متأخرة من ليل أمس الأحد، أن قوات النظام السوري بدأت التقدم بتجاه مدينة منبج ضمن خطوات الاتفاق.

مصدر خاص في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أكد لـ “جسر ” أن مهمة قوات النظام تتلخص في إيجاد عازل عسكري على نقاط التماس لوقف التقدم من الأطراف المهاجمة، فيما تبقى إدارة المناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مؤقتاً ريثما يتم إدراج عناصرها تحت قيادة الفيلق الخامس الذي تأسس بإشراف ودعم روسي”.

وأضاف المصدر “أن الاتفاق يأتي كأول عمل يقوم به الجانب الروسي بعد تسلمه ملف شرق الفرات من الولايات المتحدة الأمريكية، التي قررت الانسحاب بشكل كامل من سورية”.

محاولات النظام للتقدم في حال حدوثها لا يمكن منعها إلا في حالة وجود ردع عسكري تركي وهو أمر مستبعد، خاصة أن الأتراك يرون في عودة النظام حل آخر يقضي على مخاوفهم من “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي”، ويوفر عليهم الكثير من الجهد والاستنزاف العسكري في جبهات طويلة ومفتوحة، بينما تبقى المقاومة الشعبية للأهالي الرافضين لعودة النظام العامل الذي قد يُعكر صفو تقدمه، لكن لن يمنعه بسبب عدم تكافئ القوى

قد يعجبك ايضا