ترويج اعلامي لناشطة “إنسانية” مقربة من “أسماء الأسد” وتلفزيون “سوريا” ينتقد لمشاركته

جسر: متابعات:

 

بات من المعتاد أن يدفع نظام الأسد بين الفينة والأخرى، وجهاً غير معروف من داخل مناطق سيطرته، وتقديمه بطريقة غير مباشرة للإعلام الدولي، من الباب الإنساني، لتلميع صورته، وتعويم رموزه، لكن هذه الحيلة تفشل غالباً، نتيجة النشاط الدؤوب والمتابعة الحثيثة من نشطاء الثورة، حيث يتم كشف العلاقة بين تلك الشخصيات التي يتم تظهيرها من داخل مناطق النظام، وأحد أجهزته وأذرعه.

آخر تلك النماذج هي الفتاة المدعوة “فرح التل”، التي ظهرت سابقاً كخبيرة تغذية تعلم الناس العادات الصحية في شهر رمضان، وظهرت مؤخراً كخبيرة في لغة الإشارة، تعيل الصم في ترجمة ما يحتاجون إليه من معلومات، في وقت تهمل غالبية وسائل الإعلام هذه الفئة من المجتمع، وآخر النشاطات التي رصدت لها مساعدة الصم والبكم، في تفسير الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، الأمر الذي مر على العديد من القنوات التلفزيونية الدولية، وعرضت تقارير أعدت عنها، لتبدو شخصية اجتماعية تقوم بمهمة إنسانية محضة، وذلك قبل أن يعرض النشطاء صوراً تجمع المدعوة فرح بزوجة رأس النظام، وهو ما لا يمكن أن يحصل سوى للأشخاص المقربين جداً من ذلك النظام وأجهزته الاستخباراتية.

الشابة العشرينية أطلت في عام ٢٠١٦ على شاشة التربوية السورية، كاستشارية في التغذية ومدرسة للعلوم الطبيعية، تحدثت خلال الحلقة عن بعض التوصيات المتعلقة، بتحقيق غذاء متوازن خلال فترة صيام شهر رمضان.

وفي شهر كانون الأول عام ٢٠١٩ أيضا، قدمت الشابة” فرح التل” كمترجمة للغة الإشارة، لتظهر مع شابة صماء، حصلت على شهادة الماجستير رغم ما تعانيه، وذلك على تلفزيون النظام. ومنذ أيام أعدت قناة “٢٤نيوز أرابيكت” تقريراً عن الشابة، قامت بتصويره وكالة رويترز، وباعته للعديد من المحطات الأخرى منها “تي ار تي عربي” و”بي بي سي” وتلفزيون “سوريا”.

وتحدثت الشابة في التقرير عن دورها في التوعية بمخاطر كورونا، قائلة “أحب أن أكون في هذا المكان أقدم خبراً وأنشر معلومة، فأعلم بشكل تطوعي، وقد طلب مني أن أنشر مقاطع على “فيس بوك” نظراً لحاجة المتابعين إليها”، وبناء عليه باتت فرح تقدم المساعدة لمئات الصم والبكم في سورية وخارجها، وفقاً للتقرير.

وحاولت “جسر”، صباح اليوم، التواصل مع الشابة بإرسال رسالة لها عبر “فيس بوك” للحصول على تعليق عن التقرير الذي أعد عنها، إلا أنها لم تلق رداً، لتقوم فرح في وقت لاحق بإغلاق حسابها، الأمر الذي يثير التساؤلات عن مصير “المساعدة الإنسانية” التي ينتظرها المئات من متابعيها، حسب زعمها.

 

 

وبالتزامن مع عرض التقرير على شاشة تلفزيون سوريا، نشر نشطاء سوريون صورة للشابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي برفقة أسماء الأسد، مرفقة بنقد لاذع للتلفزيون والقائمين عليه والعاملين فيه، في وقت وجد فيه آخرون أن الأمر طبيعي، ومن الممكن شراء بعض المواد من وكالات، دون الرجوع والتأكد من الشخصية، وخاصة أن الأمر يتعلق بموضوع “إنساني” وليس سياسي.

 

 

 

مدير عام تلفزيون سوريا مالك داغستاني، علق على النقد الموجه للتلفزيون على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال لـ”جسر”: “نحن كتلفزيون سوريا، لا توجد لدينا مصادر معلومات في مناطق سيطرة النظام، لذا اعتمادنا على الوكالات، وقد حصلنا على المقاطع المصورة للشابة فرح التل، من وكالة رويترز، ولسنا الوحيدين، إذ نشر التقرير في عدة محطات أخرى”.

وأضاف داغستاني “من يتابع التقرير يلحظ ظهور الصورة، التي تجمع التل بأسماء الأسد، بشكل مخفي، غير واضح، ويبدو أن معد التقرير لم يلحظ ذلك، وقد حاول البحث عن حسابها على “فيس بوك”، فلم يجد إلا حساباً مخصصاً للأصدقاء، حتى أن صورة غلاف الحساب سوداء، فلم يخطر في باله أن تربط بينها وبين زوجة الأسد علاقة”.

إلا أنه شدد أن الأمر لن يمر دون اتخاذ إجراء، وقال “نحن في التلفزيون لا نتهاون بهذه الأمور، فهناك تحقيق بالأمر، فضلاً عن إجراء إداري سيؤخذ، وكما أن الخطأ وارد جداً، فالاعتذار وارد أيضاً”.

وعن رأيه فيما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي والهجوم على التلفاز، ردّ “توجهنا معروف ولا نحتاج إلى شهادة، من حق الناس أن ينتقدوا، وصدرنا رحب ونتقبل الملاحظات، لتطوير العمل، أما من يشتم فلا نستطيع أن نفعل له شيئاً”.

قد يعجبك ايضا