حركة “البديل الكردي” في سوريا توجه رسالة “تهنئة وتحذير” لداوود أوغلو

جسر: خاص:

حصلت صحيفة جسر على رسالة وجهتها حركة البديل الكردي الناشطة في عفرين السورية، إلى أحمد داود اوغلو، بمناسبة تأسيسه حزباً سياسياً جديداً في تركيا، وهذا نصها:

“فخامة البروفيسور دكتورأحمد داوود أوغلو

رئيس حزب المستقبل التركي

نتوجه إليكم بالتهنئة القلبية لقيامكم بالتصدي للذين أرادوا وعملوا على وضع تركيا في منزلق خطير بإعلانكم عن حزب المستقبل الذي نأمل فيه أن يكون تمهيدا لتركيا حديثة وأقرب للعدالة والأمن والاستقرار.

سيادة البروفيسور دكتور داوود أوغلو

في الماضي، منذ إعلان الجمهورية التركية في عام 1923، سعت كل الحكومات المتتالية على إدارة بلادكم إلى إنكار الوجود القومي الكوردي، ومارست شتى أنواع الظلم والاضطهاد، وحتى المذابح الجماعية وقمع اللغة الكوردية، إلا أن كل تلك الممارسات العنصرية الطورانية لم تقضي على الوجود القومي الكردي لأن الوجود الكردي أقدم حياةً من وجود القوم التركي في المنطقة، وأنتم تعلمون ذلك بالتأكيد.

وبعد تأسيس حزب العدالة والتنمية الذي كان لكم دورٌ هام في نشوئه وتعاظمه، وعد زعماؤه بإيجاد حلٍ عادلٍ وسلمي للقضية الكوردية التي هي قضية ثاني قومية في تركيا وليس مجرد أقلية صغيرة من المواطنين أو المهاجرين، ثم نجح الحزب في الانتخابات البرلمانية عدة مرات متتالية، إلاّ أن الأوضاع ازدادت سوءاً، فلم ينفّذ الحزب الحاكم وعوده، ولم يكتف الرئيس التركي بشن الغارات والحملات العسكرية على الكورد داخل البلاد، بل خارجها أيضاً، فكان غزو منطقة عفرين حلقةً في مسلسل سياسة التطهيرالقومي والتغيير الديمغرافي وإحلال العرب والتركمان في تلك المنطقة التي كانت كوردية بنسبة تزيد عن ٩٥ % رغم خضوعها للدولة العثمانية لأكثر من ٤٠٠ عام. ويجري هذا القمع والعديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية كل يوم في منطقة عفرين بذرائع مختلفة، بل بأكاذيب بصدد “السكان الأصليين!” الذين يبتكرهم السيد أردوغان ويعمل على اغتصاب ممتلكات الشعب الكوردي وأرضه في عفرين وكأنه لم يتعظ بعد بكل الإدانات العالمية التي تتلقاها بلادكم بسبب ما جرى للأرمن قبل أكثر من قرنٍ من الزمان.

لذا، نأمل أن لا تقعوا أنتم وحزبكم، حزب المستقبل، في ذات الأخطاء والجرائم التي ارتكبها حزب العدالة والتنمية الذي توجه للكرد والعالم بكلامٍ معسول في بداية صعوده، وأنتم مسؤولون أيضاً أمام الله ومواطني تركيا والعالم تجاه تلك المرحلة، وأن تقودوا سفينة البلاد صوب الاعتراف بالوجود القومي الكوردي وانهاء وضع الاحتلال العسكري لشمال سوريا عامةً ولعفرين خاصةً من قبل قوات بلادكم وإخراج العصابات الإرهابية منها، التي تعيث جوراً وفساداً في المنطقة الكوردية تلك، وأن تسعوا للجلوس مع الأطراف الكوردية التي تتسم بالاعتدال السياسي وتدعوا للتعاون والتنسيق مع رجال المستقبل التركي في سائر المجالات التي تخدم استمرارية العلاقة التاريخية بين الشعبين الكردي والتركي، وهما أقرب الشعوب إلى بعضهما من سائر شعوب المنطقة.

فهل أنتم على هذا المسار يا سيادة البروفيسور دكتور داوود أوغلو، أم أنكم تريدون السير على خطا زعماء حزب العدالة والتنمية الذين أرغموا تركيا على الانزلاق إلى هذا الوضع المائل، حيث تزداد الشبهات قوةً حول العلاقة بين الرئاسة التركية وسائر التنظيمات الإرهابية في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط خاصة؟

15 December 2019

مع فائق الاحترام والتقدير”

حركة البديل الكوردي – عفرين

قد يعجبك ايضا