ريف ديرالزور وأهله بين مطرقة النظام وسندان قسد وأزلامها

الجلامدة، ريف ديرالزور الغربي/جسر

جسر: رأيكم:

الجلامدة، ريف ديرالزور الغربي/جسر

اتخذت قسد منذ دخولها ريف ديرالزور شرق الفرات سلسلة من الإجراءات والخطوات التي من شأنها أن تضمن بقاءها وتفرض أجندتها وسياساتها؛ فقدمت نفسها على أنها المنقذ من تنظيم “داعش” الذي فتك بالمنطقة وأهلها، والمخلص لهم من شروره وجرائمه التي كانت وما زالت تطال رقابهم، وأنها حاملة لقيم الديمقراطية والحرية و….

وتقربت من الوجهاء، وأوجدت لها شخصيات مفتاحية في كل تجمع سكاني، وهذه الشخصيات المفتاحية منها العسكريون أمثال محمد الرمضان الملقب بالضبع من أبناء بلدة الشحيل، لضرب المناوئين والمناهضين لها ولسياتها في المنطقة، وأخرى مدنيّة؛ وهم مجموعة من المنتفعين والمتسلقين من أبناء المنطقة وهم في الغالب من سيئي الصيت والسلوك. 

هؤلاء ونقصد الطبقة الأخيرة تصدروا المشهد، وقدموا أنفسهم على أنهم من يمثلون المنطقة وأهلها، مقابل الحصول على مكاسب مادية لقاء خدمات يقدمونها لـ”قسد” تضمن بقاءها واستمرار استجرارها لخيرات المنطقة المتنوعة والكثيرة، فيما يفتك الفقر والمرض والجهل بأهلها، عدا عن آلة القتل المسلطة على رقابهم جراء تضارب مصالح الأطراف اللاعبة والفاعلة على الأرض؛ قسد، والنظام و ميليشياته، وإيران وميليشياتها التي استباحت كل شبر من البلاد.

أمّا التحالف الدولي فقد بدا متخبطا عاجزا عن إيجاد آلية وتصوّر يُخرج المنطقة وأهلها ممّا هم فيه، وأضحى في نظر الأهالي ألعوبة بيد قسد توجهه كيفما تشاء. 

ولضمان استمرار ذلك الوضع، وفي ظل تململ المكون العربي من خلال الناشطين والأكاديميين وبعض الفعاليات الاجتماعية الحرة، وبحثها الدؤوب عن إيجاد حل لهذه الأوضاع المزرية من خلال نافذة التحالف الدولي نفسه، لجأت قسد إلى اختيار أشخاص ارتموا في أحضانها؛ هزيلون فكريا، لا يكترثون لهموم الناس أو آمالهم، وﻻ هم لهم سوى ما تمنحه قسد؛ السيارة، ومهمة ورقية تسمح لهم بالتنقل ضمن أرضهم وبين أهلهم، وتعيين عدد من الموظفين بأسماء وهمية، أما البلاد وأهلها فأضحت من الماضي البعيد، لتزيد المأساة عمقا ووجعا، ويظهر المكون العربي هزليا منتفعا.. والحال ليست كذلك حكما. 

وفي خطوة غاية في الأهمية بالنسبة لها عمدت قسد إلى الضغط على سكان ريف دير الزور بالتلويح بورقة النظام والمليشيات الإيرانية التي لا تبعد سوى أمتار قليلة، مستغلة حالة العداء بين سكان والأطراف الموجودة غرب الفرات، مهددة بتركها المنطقة لهؤلاء. 

وآخر فصول هذه السياسة ما رشح عن نية قسد الدخول في مفاوضات مع النظام، عبر ممثليها في المنطقة، لمناقشة الشق الخدمي والشق السياسي، جاعلة من نفسها وصية على المنطقة وأهلها؛ علما أن النظام لم يبخل يوما في التهكم والسخرية من قسد شكلا ومضمونا ماضيا وحاضرا، ولكن ومع هذا وذاك ما تزال قسد تكن له الود وتسعى للتقرب منه وتدعمه بكل ما أوتيت من قوة، ولعل أبرز أنواع هذا الدعم مساعدتها النظام في ملف النفط الذي يعد أبرز ورقة بيدها، لكن: لا يصلح العطار ما أفسد الدهر.

 

٭ناشط ميداني

قد يعجبك ايضا