ناج سوري من مجزرة نيوزلندا لـ”جسر”: تظاهري بالموت أنقذ حياتي

جسر: خاص:

 

 

“بعد خمسة دقائق من وصولنا المسجد سمعت صوت طلقة رصاص أولى من ناحية الباب الرئيسي للمسجد، لكن لم أفهم ما حدث بالضبط وتوقعنا أنها ألعاب نارية، ولكن أصوات الطلقات تتالت، وراحت تقترب منا، حينها تيقنت أنه هجوم، فدبّ الرعب في قلوبنا، وحاولنا الهرب من الباب الخلفي إلى أنه تمكن من اللحاق بنا وقتل الكثير”.

هكذا يروي هشام الزرزور (٣٤عاماً) من مدينة درعا ما حدث له في مسجد النور بنيوزلندا، وهو أحد الهاربين من المحرقة السورية، ولم يمض على وصوله لبلد اللجوء ستة أشهر فيقول” ذهبت ذلك الصباح إلى مسجد النور برفقة جاري خالد مصطفى الذي قتل في المجزرة، بعد تاكدنا من أن ما نسمع هو صوت طلقات، وأنه هجوم يستهدفنا، هرعنا إلى الباب   إلى الباب الخلفي من الجانب الأسر للمسجد، كنت اول الواصلين، ويجري ورائي الكثير من المصلين، وبسبب حالة الرعب والتدافع لم نتمكن من فتح الباب، وكان القاتل أسرع منا، فباشر بإطلاق النار على المصلين يميناً شمالاً، وبدؤوا يتساقطون، سارعت بالسقوط لأوهم المجرم بأنني قد أصبت، ولحسن الحظ سقط فوقي جميع المصلين الذين أصيبوا واستشهدوا بعدي”. ويتابع ” كان المسلح يطلق النار يمياً وشمالاً، أفرغ المخزن الأول ثم استبدله بآخر، ليتابع قتل من بقي على قيد الحياة، ثم أفرغ المحزن الثاني من الذخائر في اجسادنا،  واستبدله بالثالث، كنت انتظر دوري واصبحت افكر بأهلي، وجثث المصلين تتساقط”.

يصمت لبرهة ثم يتابع”لم يجرؤ أي مصل رفع صوته في المسجد، ولكن السكون والصمت كسره صوت أنين الجرحى الذين أصيبوا وما زالوا على قيد الحياة، فعاد مجدداً وأطلق النار على كل شخص يصدر أنيناً . لم تصل سيارات الإسعاف بالسرعة المتوقعة فبدأ مدنيون بإسعاف الجرحى إلى حين مجئ الإسعاف” ويبرر الزرزور ذلك بسبب الحادثة اللامتوقعة والتي يندر حدوثها في هذه البلاد.

اصيب ” الزرزور” بطلقتين  في القدمين، وخضع لعمليتين جراحيتين، وهو الآن في وضع صحي مستقر. بينما ارتفع عدد قتلى الهجوم على المسجدين (في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا) إلى ٥٠ شخصاً، بعد عثور المحققين على جثة أخرى بأحد المسجدين، ويخضع ٣٤ شخصاً للعلاج في مستشفى كرايستشيرش، ولا يزال ١٢ في الرعاية المركزة بينما نُقل طفل إلى مشفى لللأطفال في أوكلاند.

وكانت الشرطة النيوزيلندية قد طلبت من جميع المساجد غلق أبوابها الجمعة بعد حادث إطلاق النار الذي أدى لسقوط العشرات من القتلى، ووعدت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردرن الجالية المسلمة بإبقاء التعزيزات الأمنية حول المساجد حتى التأكد من زوال الخطر تماماً.

قد يعجبك ايضا