سوريا:العملية العسكرية التي هدد بها أردوغان..ليست مؤكدة

جسر – صحافة

تبدو الإشارات التي أرسلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال حديثه الإثنين، عن أن بلاده بصدد العمل على استكمال المناطق الآمنة بمحاذاة حدودها الجنوبية مع سوريا، “حمّالة أوجه” وتحتاج الانتظار لالتقاط مدلولاتها، ومعرفة الخطوات اللاحقة.

على الأرض، لم تُسجل مناطق العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري بوادر تصعيد من جانب فصائل الجيش الوطني أو من القوات التركية، تقابل التسخين السياسي الذي أحدثته تصريحات أردوغان، وهو ما أكدته مصادر “المدن”.
لكن ذلك لا يُلغي احتمال تحرك تركي جدي في ظل التطورات التي تجري على الساحة الدولية بسبب الملف الأوكراني، حيث ترى أنقرة أن لديها فرصة لن تتكرر لتحصيل مكاسب في الملف السوري الذي يعد من أولوياتها، وخصوصاً منها المتعلقة بالمناطق الآمنة في الشمال السوري، لإعادة اللاجئين السوريين إليها.
إلا أن ما تريده أنقرة قد لا تحصل عليه، ويمكن تلمّس ذلك من خلال ترك أردوغان تفاصيل التحرك العسكري الجديد، من حيث التوقيت والجهة لقرار مجلس الأمن القومي الذي يجتمع الخميس.
ويقول الباحث في مركز “جسور للدراسات” عبد الوهاب عاصي ل”المدن”: “مقارنة مع الظروف السابقة التي تحركت فيها تركيا عسكرياً في سوريا، نجد أن الظرف الدولي الحالي هو الأكثر ملاءمة، بسبب الملف الأوكراني”.
ويضيف أن كل العمليات العسكرية التركية السابقة في الشمال السوري كانت ترجمة للتفاهمات بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة، ويستدرك: “لكن ما قد يحصل قريباً هو العكس، أي قد تتحرك تركيا عسكرياً بشكل محدود للضغط على روسيا أو الولايات المتحدة للوصول إلى صيغة تفاهم جديدة وتحقيق مكاسب جديدة”.
في المقابل، قلّلت “قسد” من أهمية التهديدات التركية قائلة في بيان، إن “تسخين الأجواء من قبل تركيا في شمال سوريا يأتي في سياق محاولات ضرب الاستقرار”. وأضافت: “لا يوجد تغيير استراتيجي في توزع وانتشار القوى الدولية الضامنة في مناطق شمال سوريا وشرقها، وقواتنا تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة لمناطق شمال سوريا وشرقها، وتتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة”.
وعلى صعيد التوقعات لجهة التحرك الجديد، يقول الباحث بالشأن العسكري النقيب رشيد حوراني إن الاحتمالات مفتوحة، سواء في شرق الفرات أو غربه.
ويرجح حوراني في حديث ل”المدن”، أن تستهدف العملية بالدرجة الأولى مناطق في شرق الفرات (محيط نبع السلام)، مؤكداً أن الفصائل هناك بدأت منذ أكثر من شهر بالتجهيز للعملية العسكرية وتفقد السلاح والذخيرة الكافية له وعدد العناصر المشاركين، وتوزيع الفصائل على القطاعات.
أما القيادي في الجيش السوري الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، يبدو أكثر ميلاً إلى أن العملية ستركز في الأولوية على المناطق التي تشكل تهديداً لاستقرار المناطق المحررة في شمال حلب.
ويقول ل”المدن”، إن أردوغان أشار إلى تعرض الجيش التركي إلى هجمات، وغالباً هذه المناطق هي تل رفعت ومنبج، لأن القوات الكردية تتخذ من هذه المناطق منصة لاستهداف المدن والبلدات والقوات التركية، لافتاً إلى مقتل أكثر من جندي تركي مؤخراً في المنطقة.
ويُفسح عدم تواجد القوات الأميركية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية غربي الفرات، وانشغال روسيا صاحبة النفوذ فيها بغزوها لأوكرانيا، المجال أمام تركيا للتحرك في هذه المناطق الممتدة من عفرين غرباً وحتى منبج شرقاً.
وفي السياق يقول المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود إن استهداف المواقع العسكرية لقسد و”العمال” الكردستاني في أكثر من جبهة، وكذلك استهداف قيادات من الأخير بالمسيّرات، يؤكد أن المعركة التي تتخذ أكثر من شكل قد بدأت، مضيفاً ل”المدن”، أن “تلك التحركات تمهد للشكل الآخر من المعركة أي التقدم والتحرير”.
وشنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في الشمال السوري، وهي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في مناطق غرب الفرات، و”نبع السلام” في شرق الفرات.
المصدر: موقع المدن (مصطفى محمد)
قد يعجبك ايضا