غابت “نجوى قاسم” فأين إعلامياتنا “ماجدة زنبقة” “أمل مكارم” “ميساء سلوم” “لينا الأسعد” وغيرهن؟

جسر: رصد

الإعلامية اللبنانية الراحلة نجوى قاسم

ما زال خبر وفاة الإعلامية “نجوى قاسم” يتردد في الصحف والنشرات الإخبارية، والكل يشيد بها وبإرثها الإعلامي الصادق على مدار العديد من السنوات، وبالمقابل، ما تزال ذاكرة السوريين إلى الآن تحتفظ بذكرى، إعلاميات سوريات، تصدرن الشاشة السورية على مدار سنوات طويلة، ولم يعاودن الظهور، أو ربما انكفأن على أنفسهن بعد أن أنهين مهامهن الإعلامية.

بمراجعة لصفحات الفيس بوك المتعلقة بالإعلاميات السوريات، يبرز اسم الإعلامية ماجدة زنبقة التي بدت صفحتها كصفحة أي مواطن عادي، ينشر خواطره وما يدور في ذهنه، ولا يمنعه أن يتذمر من قلة الخدمات كالكهرباء وغيرها.

الإعلامية ماجدة زنبقة

وتقول في منشور لها “ابتسامة الصباح، واحد عم يقول لرفيقه: كنت ماشي بالصحرا…و فجأة هاجمتني سمكة قرش …نطيت عليها و خنقتها بايديي…و شحطتها للبيت و حطيتها بفرن الكهربا خمس ساعات لحتى استوت و طعميت الحارة منها، قلو رفيقو :لعمى شو كذاب… بدك تقنعني أن الكهربا ضلت جاية عندك خمس ساعات ورا بعض.??”.

كما لا تخلو صفحتها من الخواطر التي لا تتعلق بالسياسة إنما تحاكي الفكر والإنسان، إلا أنها بين حين وآخر تعبر عن حبها للوطن فتقول “الوطن يا ابني شبيه الأم ولما يكون حضن الأم ملجأ للزناة والخونة ومن سكروا بدم الشهداء فهذا زمن العهر والحرام”.

وسخرت زنبقة في وقت سابق، من معاناة السوريين الذين خرجوا من سوريا، معتبرة أن من بقي فيها ولم يخرج هم من يعيشون المعاناة، لافتة إلى  أن الحرب لم تنته بل بدأت، ولكن على من بقي في سوريا، ودعت من هاجر ألا يعود فقالت “بتمنى منك صديقي انو تعرف من لما طلعت برا هالبلد انت اخدت فرصتك فحاول استغلا، وحاول أسس حياتك على انو ما بتعرفا لهلبلد، وسحاب أهلك لعندك إذا ما كانوا معك أساساً”.

ووصفت زنبقة الإعلام السوري، بعد عملها فيه لمدة ثلاثة عقود، أنه “أسوأ إعلام في العالم أو ثاني أسوأ إعلام”.

وتغيب الإعلامية التي حظيت بشهرة واسعة في التسعينات من القرن الماضي أمل مكارم عن المشهد، حتى أن صفحتها على “فيس بوك” غير نشطة بشكل جيد فآخر منشور لها كان بتاريخ ٢٠ تشرين الأول ٢٠١٩.

وقدمت مكارم برامج فنية منها (نادي الأغنية) و(درج الياسمين)، وأجرت العديد من اللقاءات مع الفنانين العرب.

وتبتعد مكارم عن نشر “البوستات” فتكتفي بنشر صورها لتبرز “جمالها” أيام “الزمن الجميل”، وسط غياب لافت حتى عن وسائل الإعلام.

الإعلامية أمل مكارم
الإعلاميتان زينا يازجي وأمل مكارم

أما الإعلامية ميساء سلوم فهي ما تزال مستمرة في نشاطها، تصلي في منشوراتها من أجل السلام لسوريا، وتشارك في فعاليات الميلاد في ظل “دولة الأسد”، وتشارك العديد من القنوات الدينية في نشاطاتها.

الإعلامية ميساء سلوم

وكتبت على صفحتها “لأول مرة….من محافظة درعا.. إزرع، الأطفال وفرح الميلاد، ميلادك سلام.. ميلادك أمان، ميلاد مجيد”، لترفقها بصور لأطفال إزرع جنوباً، رغم وجود آلاف الصور لأطفال إدلب شمالاً،  ولكن بوضع مختلف بعض الشئ، قد يكون الطريق إليهم محفوفاً بالمخاطر.

 

من نشاطات الإعلامية ميساء سلوم في إزرع بدعا

ولا نعلم عن قصد أو غير قصد فقد شاركت سلوم، تقريراً لصحيفة “عنب بلدي” وهي من أوائل الصحف التي خرجت لتنطق باسم الثورة السورية من مدينة داريا بريف دمشق، وتحدث التقرير عن أبرز المذيعات السوريات بمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، فقالت “شكراً  لمحبتكم وذاكرتكم الأمينة”.

إلا أنها تعود لتنشر في مكان آخر “بعيداً عن السياسة، ودعماً للإنسانية، شكراً قناة سما السورية الفضائية لاستضافتي عبر قناتكم وإعادة الزمن الجميل والتحدث أيضاً عن برنامج (نور من سوريا) الذي تم تصويره خلال الحرب في معظم المدن السورية إنطلاقاً من إيماننا بأن النور ينبثق من الظلمة وأن الحياة أقوى من الموت والحديث عن جمعيتنا ( من كل قلبك) والتي تم تأسيسها خلال الأزمة السورية وماتقدمه من خدمات لأبناء وسيدات بلدنا”، وعلى ما يبدو كرست سلوم نشاطها للمشاركة في دعوات دينية وتبشرية بغض النظر عن الجهة التي تقوم بالدعاية لتلك النشاطات، إن كانت قناة سما أو غيرها، رغم أن قضية الشعب السوري ليست قضية سياسية إنما إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أما الإعلامية رائدة وقاف، ما تزال مستمرة في “عطائها”، ومن خلال صورة بروفايلها، يطل “حافظ الأسد” وتصف الصورة الأسد بأنه من “صنع كبرياء وطن”!.

صورة لغلاف “فيسبوك” تضعها الإعلامية رائدة وقاف

وما تزال وقاف تقدم نشرة الأخبار على شاشة تلفزيون النظام، وبالتأكيد، سياسة التلفزيون الإعلامية، معروفة، ولا حاجة للحديث عنها، ومعايدتها التي نشرتها على صفحتها في “فيس بوك” تعكس مواقفها فقالت “عام سعيد أتمناه لكم جميعاً ايها الأصدقاء الأحبة، كل عام ووطننا الحبيب سورية، وجيشنا البطل وقائدنا سيادة الرئيس بشار الأسد بألف خير، كل عام وإعلامنا المقاوم وجميع الكوادر الإعلامية الوطنية بألف خير”.

الإعلامية رائدة وقاف

وتابعت “نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً وكلنا فخر أننا ننتمي إلى هذا الإعلام الوطني السوري المقاوم بكل ما قدمته كوادره خلال سنوات الحرب على سورية من تضحيات تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء الوطن الأطهار ..لأرواح شهداء الإعلام السوري وكل عام وجميع الزملاء والزميلات في أخبار السورية بألف خير” .

أما المذيعة الشهيرة ماريا ديب التي عرفت من خلال برنامج “ما يطلبه الجمهور”، الذي قدمته على مدار ٢٥ عاماً، وبدأت عملها الإعلامي منذ عام ١٩٦٩ وحتى عام ٢٠٠٥، فلم نتمكن من رصد صفحة لها على “فيس بوك”.

وعثرنا على بعض المقابلات التي أجرتها ديب خلال السنوات الماضية، مع وسائل إعلامية محلية تخضع لضوابط وقواعد إعلام النظام، رغم أن ابنتها دينا وقاف تعمل في قناة bbc.

الإعلامية ماريا ديب

وتعود ديب في إحدى المقابلات، لتستذكر حافظ الأسد وما تحدث به عن أحداث عام ١٩٨٢، فتقول “هناك حجم كبير من الضخ الإعلامي، الذي لم نتصوره، كنا في لقاء مع حافظ الأسد، وذلك إبان أحداث الإخوان المسلمين، وقت حادثة الأزبكية، أثناء ذلك الاعتداء الوحشي، قال لنا: المسؤوليات ملقاة عليكم كإعلاميين فالحرب القادمة هي حرب الكلمة، وليست حرب الجيوش والدبابات، وبدأت الحرب من قناة الجزيرة بالكلمة، ولم ينتبه أحد إلى الجزيرة وما تبثه من آخبار، فكانت تلك الحرب الكونية”.

وتحدثت في إحدى مقابلاتها عما تفعله في وقت فراغها فقالت ” أقرأ كثيراُ، أمارس عملي المنزلي، لدي لقاءات مع الأصدقاء، والأزمة السورية جعلتني أحبط في البداية لكني، تجاوزت الأمر وعملت في المجلس الوطني للإعلام، ولم أتوقف منذ زمن طويل، هناك مشاريع في ذهني آمل أن أحققها”.

وكشفت ديب أنها قد تكتب قصة حياتها، يوماً ما، وقد سبق ونشرت جزء من مسيرتها الإعلامية في كتاب “أعلام من الإعلام”.

الاعلامية ماريا ديب في مقابلة مع نينار اف ام

وفي مقابلة أخرى عبرت ديب عن ارتباطها بأرض سورية فقالت “لم أفكر يوماً من الأيام أن اغادر سوريا، انا مرتبطة بعائلتي وزوجي وأرضي، أسافر أحياناً ولكن لا أغيب عن سوريا أكثر من ١٥ يوم ، فعندما أعود إليها أشعر أن الروح عادت إلي”.

وتابعت “سوريا ستبدأ مسيرة جديدة وحياة جديدة، وستنسى كل المآسي التي مرت، والسوري سيبقى سوري، وهناك أشخاص سيرجعون إلى وطنهم وسيقبلون أرضهم”.

أما المذيعة لينا الأسعد فقد غابت في الآونة الأخيرة عن الشاشة، وهي التي اشتهرت بتقديم برامج الأطفال، كما قدمت نشرات أخبار، وبرامج أخرى ثقافية، وأشهرها “مجلة التلفزيون”.

قالت في إحدى المقابلات الصحفية التي أجريت معها أواخر عام ٢٠١٨، إن أسباب غيابها عن الشاشة خلال هذه الفترة كان بسبب أمور شخصية ليس إلا .

ورغم ذلك قدمت برنامج أقلام وآراء الذي يختار أبرز عناوين الصحف، خلال سنوات الثورة السورية، وبالتأكيد تم بث هذا البرنامج على التلفزيون السوري.

الإعلامية لينا الأسعد في برنامج أقلام وآراء
الاعلامية لينا الأسعد

 

قد يعجبك ايضا