وادي بردى: لا صلح بعد “معركة الستة دولارات”..

مرشح سابق لمجلس الشعب يعرض تسليم مطلوبين مقابل تبرئته من جريمة قتل

جسر: صحافة:

فشلت مفاوضات لعقد صلح بين عائلات بريف دمشق جراء رفض الأطراف المتضررة التنازل عن حقوقها بمقتل شاب وجرح آخرين في شجار في قرية كفير الزيت بمنطقة وادي بردى.
ويخشى سكان محليون أن تنجر الأمور إلى صدامات مسلحة بين المتنازعين في ظل انتشار السلاح في المنطقة التي التحق بعض أبنائها بالخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية أو تطوعوا للخدمة في الشرطة والجيش وأجهزة الاستخبارات.
وكان محمد محمد خير سرور (22 عاماً) طالب اقتصاد بجامعة دمشق، قد توفي متأثراً بجراحه جراء عيارات نارية أُصيب بها أثناء مروره بالقرب من مشاجرة في 31 تموز (يوليو) الماضي (ثاني أيام عيد الأضحى) سببها خلاف مالي على 7000 ليرة سورية (5.6 دولار أمريكي).
ونشب الخلاف بين شاب من عائلة الحناوي وآخر من عائلة هنديه تبادلا بسببه الشتائم. وعلى إثر ذلك، وبحجة شتيمة أحد إخوته، هاجم فاروق هنديه، مختار كفير الزيت، على رأس مجموعة مسلحة، منزلاً لعائلة الحناوي. وأمام سكان محليين، توعّد هنديه، وهو أمين سر بلدية القرية، بـ”تربية أهل القرية” عبر معاقبة من شتم أخيه. وأطلق أفراد المجموعة عيارات نارية من أسلحة خفيفة وألقوا قنبلة يدوية لم تنفجر.
كما أُصيب بعيارات نارية الأخوان العسكريان محمد وإبراهيم هنديه، وكلاهما في منتصف العشرينات، أثناء محاولتهما ردع أبناء عمومتهم عن تنفيذ الهجوم. وخرج الأخوان من مشفى (601) العسكري بعد أن تجاوزا مرحلة الخطر.
كما استولت المجموعة المسلحة على مسدس الشرطي إسماعيل عوض الحناوي الذي كان في زيارة لأقاربه. ويحتفظ المختار هنديه بالمسدس متهماً الشرطي بارتكاب جريمة القتل.
ويعرض المختار في الوقت ذاته عبر وسطاء تسليم المسدس مقابل سحب اسمه من القضية وإسقاط الشكاوى التي رفعتها عائلات الضحايا ضده. كما أوفد مشايخ ووجهاء إلى عائلات الضحايا عارضاً تسليم أفراد من مجموعته المسلحة إلى السلطات مقابل خروجه من القضية والبقاء في مناصبه الرسمية.
وتوقع أهالي الضحايا أن يستثمر هنديه نفوذه المالي عبر رشوة نافذين في القضاء لتبرئته خصوصاً وأنه يعتبر متدخلاً ومحرضاً ومشاركاً في ارتكاب الجريمة. وما تزال السلطات الحكومية غائبة عن المشهد من دون تعليق رسمي.
ويعمل هنديه بتجارة العقارات وينشط، بحسب سكان محليين، في تهريب وتزوير وتجارة اللقى الأثرية. ومنذ نيسان (أبريل) 2018 أصبح مختارَ كفير الزيت ثم أعلن ترشّحه لانتخابات مجلس الشعب بريف دمشق، لكنه سحب ترشيحه لاحقاً دون إيضاح الأسباب.
ويعتبر قانون العقوبات السوري كل شريك في الجريمة عرضة للعقوبة. كما تشدد عقوبة من نظم أمر المساهمة في الجريمة أو أدار عمل من اشتركوا فيها. كما يُعد محرّضاً من حمل أو حاول أن يحمل شخصاً آخر بأية وسيلة كانت على ارتكاب جريمة. وينص القانون على أن إنزال التدابير الاحترازية بالمحرِّض كما لو كان فاعل الجريمة.
ويُعد متدخلاً في جناية أو جنحة من أعطى إرشادات لاقترافها، ومن شدَّ عزيمة الفاعل بوسيلة من الوسائل، ومن ساعد الفاعل أو عاونه على الأفعال التي هيأت الجريمة أو سهلتها أو على الأفعال التي أتمت ارتكابها، ومن كان متفقاً مع الفاعل أو أحد المتدخلين قبل ارتكاب الجريمة وساهم في إخفاء معالمها أو تخبئة أو تصريف الأشياء الناجمة عنها، أو إخفاء شخص أو أكثر من الذين اشتركوا فيها عن وجه العدالة. كما ينص القانون على أن المتدخل الذي لولا مساعدته ما ارتكبت الجريمة يُعاقب كما لو كان هو نفسه الفاعل. ويعاقب سائر المتدخلين بالأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة من اثنتي عشرة سنة إلى عشرين سنة إذا كان الفاعل يعاقب بالإعدام.
وتقع كفير الزيت على بعد نحو 25 كيلو متراً شمال غرب العاصمة دمشق. وسيطر الجيش الحكومي على وادي بردى أواخر كانون الثاني (يناير) 2017 بعد حصار دام خمس سنوات ومعارك انتهت بخروج نحو 700 مسلح معارض مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب شمالي البلاد.
المصدر: كلنا شركاء
قد يعجبك ايضا