“سامي صائم الدهر” رائد صناعة النسيج السوري وأبرز ضحايا التاميم

أسامة قاضي

بنى صائم الدهر على الأرض طابقاً أرضياً، وضع فيه الآلات ثم بنى فوقه لاحقاً طابقين لسكنه، تخصص معمل الحاج سامي بصناعة نسيج الساتان وكريب جورجيت، وهي من الحرير الصناعي كما صنع المنسوجات القطنية والصوفية أحيانا، وألحق بالمعمل مبنى خاص لكي القماش باستعمال الفحم وبآلات معدنية يدوية.

جسر: اقتصاد:

ولد الحاج سامي صائم الدهر في عام 1897م في منطقة جب أسد الله بالقرب من حي العقبة بحلب، غدا صائم الدهر الوكيل الحصري للماركة الفرنسية لآلات النسيج سانت- كولومب في العام 1930، وأكبر مستورد حصري للخيوط الصناعية، عاد من فرنسا إلى حلب ليؤسس نواة أول معمل للنسيج في منطقة الجميلية على أرض اشتراها ( جانب صالة معاوية الحالية بمساحة حوالي 2000 متر مربع ).

بنى صائم الدهر على الأرض طابقاً أرضياً، وضع فيه الآلات ثم بنى فوقه لاحقاً طابقين لسكنه، تخصص معمل الحاج سامي بصناعة نسيج الساتان وكريب جورجيت، وهي من الحرير الصناعي كما صنع المنسوجات القطنية والصوفية أحيانا، وألحق بالمعمل مبنى خاص لكي القماش باستعمال الفحم وبآلات معدنية يدوية.

تألف معمله الأول من ثمانية عشر نولاً حديثة تعمل محركاتها على الكهرباء، وقام صائم الدهر بتأهيل النساجين التقليديين للعمل عليها، وكانت تلك أول دورة تدريبية على التقانات الحديثة في صناعة النسيج في تاريخ الصناعة السورية.

دعم مع صديقه سعيد الزعيم الليرة السورية أثناء حكومة خالد العظم، وأسس غرفة صناعة حلب عام ١٩٣٥ وأنتُخب حينها رئيساً لمجلس ادارتها، وبقي في منصبه هذا، ليعاد انتخابه المرة تلو المرة حتى عام ١٩٤٦.

طلب الجيش البريطاني من المواطنين دعم القوات الانكليزية في حربها مع الألمان، فقام الحاج سامي عام ١٩٤١ بالتبرع بمبلغ خمسين ألف ليرة سورية، وهو كلفة طائرة انكليزية واحدة من نوع سبيت فاير ( باصقة النار ) وهي الطائرات التي واجهت الطائرات الالمانية من نوع ( شتوكا )، و قام بذلك أيضا الحاج وهبي الحريري، وتم عرض الطائرتين في ساحة سعد الله الجابري.

استقبل جمال عبد الناصر في قصره وأكرم وفادته في 18شباط 1959، ومعهم ولي عهد اليمن الإمام البدر وعبد الحكيم عامر وأنور السادات مع الحرس الشخصي، فكافأه بقرار التأميم الأرعن 23 تموز عام 1961، حيث صدر القانون رقم (118 ) الذي شمل 23 شركة، وطال التأميم سيارة الحاج سامي، وهي سيارة كاديلاك سوداء كبيرة كانت قد استوردت للرئيس السوري شكري القوتلي واقتناها لاحقا الحاج سامي، لأنها كانت على قيود المعمل.  واستعملت السيارة بعد التأميم لنقل العمال!!

تبع هذا القرار، مرسوم أمين الحافظ (54) 16/4/1964 الذي أكمل ما بدأه جمال عبدالناصر وقضى على ما تبقى من المشروع، ولازالت سوريا تدفع ثمن هذه القرارات التي دمرت الصناعة السورية.

قد يعجبك ايضا